بصراحة ... الجلاء هو حق شعبنا في تقرير مصيره

افتتحت المقاومة ثلة من الفدائيين كان خيارهم الأول الدفاع عن الوطن، في مقدمتهم الوطني الكبير يوسف العظمة، الذين أخذوا على عاتقهم ألّا يمرّ المستعمر دون مقاومته، وهذه الخطوة كانت إشارة البدء لكل الشعب السوري بألّا يقبل بالمستعمر، وأنّ مقاومته فرض عين على كل وطني سوري وهكذا كان.
نقول قولنا هذا، لنُذكّر بمن جرّوا عربة غورو مراهنين بفعلتهم تلك على ديمومة المستعمر الذي يؤمّن مصالحهم، حتى لو كانت على حساب دماء شعبهم وحرية وطنهم وسلامته ووحدته، وإذا سحبنا ذلك التاريخ إلى الأمام إلى اللحظة التي يعيشها وطننا بأزمته الوطنية، لوجدنا أن أحفاد من جروا عربة غورو موجودون الآن بكل تفاصيلهم وألوانهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولكن بطرق وأساليب أخرى مختلفة عن تلك الفعلة المشينة، أكثر «حداثة وتطوراً» باعتبار الزمن قد تغير وتتغير معه أدواته في التوافق والقبول والعمل مع مسببي الحصار والجوع لشعبنا.
أحفاد جارّي عربة غورو يستقوون بمن يحقق لهم تلك المصالح التي أوهمهم المستعمر بإمكانية تحقيقها لهم، وهنا لا فرق بين حصار وآخر من حيث النتائج على شعبنا، والثمن دماء السوريين ولقمتهم وحريتهم وخياراتهم ووحدة أراضيهم واستقلال قرارهم، فمن يغتصب لقمة السوريين الفقراء ويزيد من فقرهم وعذاباتهم ويُعمّق الكارثة الإنسانية لهم، كمن يوافق على أن يتولى المغتصبون المزيد من تدمير بلادنا، وجعلها خراباً، فمن يدعو إلى استمرار الحرب اقتصادية كانت أم عسكرية، يلتقي مع ما يُبيته الأمريكي والصهيوني وغيره من مشاريع مدمرة لشعوبنا، وشعبنا السوري بالخصوص، فما الفرق بين التدمير بالحصار الاقتصادي الخارجي، أو بنهب لقمة الفقراء، وبين التدمير المباشر بفعل العدوان، كلاهما يُفضيان إلى نتيجة واحدة، وهي: دماء السوريين ومصالحهم الوطنية.
أيها المعتدون الغاصبون للقمتنا وكلمتنا وحريتنا وأرضنا، القابضون على الوهم بأنه سيكون لكم مكان بيننا، سنعيد جلاءنا، الذي حققه أجدادنا لنبني وطننا من جديد، لا مكان فيه لجارِّي عربة غورو، أو للطامحين أن يأتوا على ظهر دبابات المستعمرين التي ستولِّي من غير رجعة، ستكون سورية قلعةً للتغيير الجذري الحقيقي، الذي سيكون فيه الشعب هو السيد، وسنقول: بأننا محكومون بالانتصار، ولا شيء دون الانتصار.