هل جاء دور معمل الخزف؟؟

كان معمل الخزف الموجود في منطقة حوش بلاس في ريف دمشق، الذي يعمل فيه حوالي 200 عامل وفني، ينتج بآلاته القديمة قبل عام 2000، ما بين 70 ـ 80 طن خزف شهرياً. لكن بعد أعمال الصيانة والتحديث والتطوير، واستيراد العديد من الآلات الحديثة، مثل فرن شوي ـ مكبس ومكنة تزجيج وخط تشكيل آلي وآلة طباعة وغيرها.. وذلك في عام 2000 والتي كلفت الخزينة العامة أكثر من ثلاثمائة مليون ل.س، انخفض الإنتاج إلى 30 ـ 40 طن شهرياً، وبمستوى جودة أقل من السابق.

مثلاً كان الفرن ـ الذي قيل عنه إنه جديد ـ ينتج وسطياً حوالي 8 طن يومياً من مادة بسكويت الخزف، على أيدي الخبراء الأجانب، لكن بعد مغادرة هؤلاء الخبراء بفترة وجيزة انخفض إنتاج الفرن إلى متوسط قدره 1.5 طن يومياً.
ومنذ الربع الأخير من العام الماضي، بدأ نقل العمال والفنيين، إلى معمل الزجاج، ثم أوقف المعمل عن العمل، بأمر المدير العام للشركة، أو غيره، تحت حجة الصيانة، وبقي في المعمل حوالي 25 عاملاً بمن فيهم أمناء المستودعات، يداومون دون عمل، وحتى الآن، ورغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على توقيف المعمل عن العمل الحال هو ذاته، ولم تجر أية حركة صيانة، ولا يعرف أحد متى تجري هذه الصيانة، أو يسأل عن وضعه ومصيره المجهول.
أسئلة ملحة تتبادر إلى الأذهان، هل حقاً جرت الإصلاحات واستيراد الآلات اللازمة (الحديثة) بمصداقية، أم أنها كانت آلات منسقة جرت عليها إصلاحات ودهان  وتلميع، كما شك بذلك فنيون وعمال؟
ثم كيف يمكن أن تجري عملية الصيانة، بعد نقل أكثر من 80% من العمال والفنيين إلى معمل الزجاج؟. ثم هل هو مال داشر لا يسأل أحد عن وضعه ومصيره؟ أم أن المعمل خسر عن قصد وتصميم من أجل ضمه إلى قافلة مؤسسات القطاع العام الإنتاجية المرشحة للخصخصة أو التأجير أو التشاركية؟
يا أولي الأمر، اسألوا وحققوا في وضع ومصير معمل الخزف، من أجل إعادته إلى العمل، واحرصوا على أموال الشعب والوطن، من الضياع والنهب، فهي أمانة في أعناقكم.

■ «عامل حريص»