بصراحة حوارٌ غير رسمي مع نقابي مخضرم
الانفتاح على الشعب وقواه يفجر الطاقات الكامنة، ويقوي قوى المقاومة لما يتعرض له الوطن من مشاريع خارجية وسياسات داخلية خاطئة.
في جولة ميدانية واقعية على إنجازات اتحاد عمال دير الزور، اطّلعت قاسيون على المشاريع الخدمية والاستثمارية. وتخللها حوار وديّ مفتوح مع أحد النقابيين نقتطف بعضاً منه.
ـ هناك هجمة أشكالها مختلفة.. واتجاهاتها متعددة على القطاع العام ومكتسبات الطبقة العاملة تحت مسميات: كالخصخصة.. والاستثمار.. واقتصاد السوق.. كيف تواجهون ذلك؟
ـ نحن في اتحاد العمال ومكتبه ورئيسه نعتمد على كوادرنا.. وعمالنا بالدرجة الأولى ونتّجه إلى تحصينهم، وتسليحهم بالتثقيف النقابي والقانوني مما يتيح لنا الدفاع عن حقوقنا وقطّاعنا بوعي وصلابة.. وعبر الحوار الديمقراطي، وقد تجلى ذلك في اللقاءات والمؤتمرات النقابية، وكان للمعهد النقابي المحدث دور مهم في الدورات النقابية.. كذلك نتجه إلى الاعتماد على الذات، فلدينا الآن قيد الإنجاز المشفى العمالي الذي شاهدتموه وهو سيتيح لعمالنا ولأسرهم المعالجة الشاملة مقابل 40 ليرة شهرياً، كما حصلنا على قطعتي أرض الأولى 500 دونم والثانية 800 دونم للسكن العمالي...وسيوضع حجر الأساس في ذكرى عيد الجلاء.
كذلك أسسنا صندوق التكافل الاجتماعي وقد تجاوز رصيده 20 مليون ليرة، وقد وزعنا حتى الآن 7 ملايين تقريباً كمساعدات لأسر العمال.
وكل ذلك بتمويل ذاتي من اشتراكات العمال.. ومشاريع الاتحاد الاستثمارية التي تعرفتم عليها وسنستمر بذلك.. وهذا حقق لنا تواصلاً مع قاعدتنا النقابية والعمالية.. بالإضافة لتمسكنا بحقوقنا.. ومطالبنا.
ـ الفساد بأنواعه الكبير... والصغير أصبحت رائحته تزكم الأنوف.. وعلى كافة المستويات كيف يمكن مواجهته برأيكم؟؟
ـ لا بد من كشف مواقع الفساد والمفسدين.. والفاسدين وبالتعاون بين كل من تهمّه مصلحة الوطن.. وهذا يحتاج إلى ممارسة ديمقراطية للوقوف في مواجهة محاولات الالتفاف التي تمارس من قوى السوق وحلفائها لتهميش دور الاتحاد هؤلاء الذين لا يهمهم إلاّ الربح والمصلحة ولو على حساب أشلاء الوطن.. والمواطن.
ـ موجة ارتفاع الأسعار للمواد.. والعقارات.. وغيرها بماذا تفسرها؟
ـ إنها نتيجة السياسة الاقتصادية الخاطئة.. وقسم منها ينفذ عن عمد!!
ـ هل تلقون دعماً... من أحد؟
ـ نعم.. يقف إلى جانبنا كثير من رفاقنا في حزب البعث.. والقوى الوطنية.. وكذلك الرفيق المحافظ الذي يقدم لنا المساعدة مشكوراً.
ـ هل يمكن أن يستمر الموقف الوطني... بظل هذا الواقع.. والتراجع الحاصل وخاصة داخلياً.
ـ لا بد من تعزيز الجهة الداخلية، وتحسين الوضع الداخلي والوقوف في وجه الفساد والنهب وهذا أيضاً أساس لتحرير الجولان.. وأي مراهنة على الخارج هي مرفوضة.. إذا لم نقل خيانة.. فمن يملك الإرادة.. يملك القوة.. وتاريخ شعبنا حافل بالبطولات.
ـ ما رأيكم بما تطرحه قاسيون؟
ـ أنا أعتبر قاسيون جريدة عمالية بامتياز ونثق بما تطرحه.. ونحرص على متابعتها.. وتواجدها بيننا وهذا ليس مجاملة.. فمن يطّلع عليها يجد ذلك.
ونحن نشدّ على أياديهم.. ونقف معهم في متابعة دورهم الوطني عبر العمل والبناء الذي يمنح الجميع القوة للسعي في تحرير جولاننا المحتل.. وتحقيق كرامة الوطن والمواطن.