صوت العمال.. والمسؤولون (الصُّم)؟

قبل ما يقارب الشهر تم نقل أحد خطوط الإنتاج من مخبز تشرين في القامشلي إلى ناحية تل براك لتأمين حاجة الناحية وقراها من الخبز، وإذا كنا نقر بضرورة فتح خط في هذه الناحية كحق طبيعي لأبناء شعبنا في تأمين الخدمات لهم، إلا إن قرار النقل ترك العديد من النتائج السلبية بالنسبة لعمال المخبز، و أغلبهم نقل بشكل تعسفي، ولعبت المحسوبيات دوراً كبيراً في اختيار المنقولين كما أكد لنا العديد من العمال الذين التقينا بهم :

- ثلاثة عمال فقط انتقلوا بناء على طلبهم، وقرار النقل لم يأخذ مصلحة العمل بعين الاعتبار، بل أغلب من نقل هم من كان العمل على عاتقهم في مخبز تشرين، أما من لا يقدم شيئاً عملياً للمخبز فبقي في مكانه، ونقصد بذلك بعض أعضاء اللجنة النقابية المفروزين المحسوبين على هذا المسؤول أو ذاك، بل إن نقل البعض فوق حاجة الخط الجديد كان من أجل إبقاء البعض من هؤلاء المفروزين في مخبز تشرين، ولم تراعِ اللجنة في قراراتها لا السن، ولا حالات المرض، ولا الخبرة، وهذا ما أدى إلى اعتراض الكثيرين على القرار، إلا أن أحداً لم يسمع صوتهم، فآخر ما يسمعه المسؤولون في هذه البلاد هو صوت العمال.

هذا مع العلم أن يوم العمل الفعلي لمن يعمل على خط تل براك يتجاوز 13 ساعة عمل كحد أدنى، إذا أضفنا مدة السفر إلى موقع العمل والعودة إلى القامشلي، حيث يسكن أغلب العمال، وذلك دون أي تعويض مادي. ورغم كل الملاحظات فإن العمال المنقولين أثبتوا كفاءتهم وحرصهم، فالإنتاج اليومي للخط يتجاوز ماهو مخطط له (4 طن)، والمخبز يبيع إنتاجه إلى خارج البلدة أحياناً..

باختصار، الأغلبية في هذا المخبز يحس بالظلم، بدءاً من المدير الذي يريد العودة إلى موقع عمله الأصلي، وانتهاء بالعمال الذين يرون ضرورة تعيين أبناء المنطقة في المخبز الجديد وإعادتهم إلى موقعهم الأصلي..

وعليه فإن مطالب العمال تتلخص بما يلي:

- إجراء تحقيق عن قرار النقل، واعتماد مبدأ القدم والكفاءة والسكن في النقل..

- تعويض العمال مادياً، وتأمين وسائط نقل حديثة.

- تأمين مستلزمات السلامة المهنية في المخبز.

- تأمين الماء المناسب للفرن، فالفرن يعتمد على ماء الصهاريج في الكثير من الأيام عند انقطاع الشبكة الرئيسية..

ملاحظة: يُقدَّم للفرن أحياناً طحين من نوعية رديئة من مطحنة النعيم، والوسيط هو فرع المطاحن.. يرجى التحقق من نوعية الطحين الذي يرى بعض العمال أنه غير صالح للاستهلاك البشري..