ورّقت الطبيبة المُقيمة، بعجالة، الملف الطبي للمريض الذي دخل المكتب وجلس قبالتها، من دون أن ترفع بصرها نحوه. كانت مرهقة إثر يوم شاق، أتت فيه على طابور طويل من المرضى الذين اصطفّوا أمام مكتبها لتجديد وصفاتهم الطّبية. أحسّت خوفاً راح…
ليس من الســـهل القول إن العام المنصرم حمل مفاجآت سينمائيـــة كبيــرة، حتى وإن لم يكن عاماً مقلقاً للفن الســابع. فحتى إن لم يكن العام قد عـــرف واحداً من تلك الأفلام التي تأتي بين الحين والآخر لتحـــقق قفزة في اجتذاب الجمهور…
في المراسلات المتبادلة بين المفكر الفرنسي ديدرو والكاتب الألماني غريم (وهو واحد من الأخوين غريم اللذين أسسا لنوع لا يزال سائداً من أدب الأطفال)، ثمة اسم لكاتب يتردد بكثرة، اذ كان صديقاً مشتركاً للطرفين. ويبدو انه كان من الكتاب المؤثرين…
ما الذي يمكن أن يعكسه السجال الحالي حول السيدة فيروز وتصريحات زياد الرحباني على جبهة الفن والمثقفين وفي المجتمع عموماً؟ ولماذا يبرز دور الفنان أو المثقف «الفرد» في بعض المحطات كدور خطير ونوعي يمكن أن يتم الاصطفاف على أساسه؟
تشبه أحوال الثقافة في دمشق اليوم، مريضاً بكيس من السيروم يتدلّى فوق سريره في غرفة الإنعاش. فاتورة الخسائر أكبر بمرّات من فاتورة الأرباح. في زمن الحرب، تبدو كلمة «ثقافة» ضرباً من العبث. عاصمة الأمويين في حال من الغيبوبة القصوى، عدا…
أن الشِعرَ يقدِّمُ الخطوةَ الأولى في السُّـلَّـمِ الذي يحملُ البشرَ إلى السماءِ. ومن هنا إغراؤهُ. وأقولُ عن نفسي : ليس لي من حياةٍ فِعليّةٍ ، خارج الشِعر.
أكثر ما كان يحلو للكاتب الأميركي فرانك نوريس هو أن يلقب بـ «إميل زولا أميركا»، حتى وإن كان كثر من نقاد الأدب يضعونه، في مجال نضالية الأدب الاجتماعي في موقع متقدم عن موقع إميل زولا. فإميل زولا، حين ناضل بقلمه،…
«مع هذه الأغنية الرائعة والعبقرية لفيروز نقول إلى اللقاء يا صيف!» لم يكن هذا تعليقاً لمواطن اعتاد أن يبدأ يومه مع السيدة فيروز كما اعتاد أبوه من قبله أن يفعل، بل كان للمتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي «أفيخاي أدرعي» مودعاً…
مرّ خبر رحيل محمد توفيق البجيرمي (1938ـــــ 2013) بهدوء، ففي زحمة الموت، لم يعد الراحلون يحظون بدموع وفيرة، ولا بنعي يليق بإرثهم الغني. «تخيل يا رعاك الله» ارتبطت هذه الجملة بذاكرة السوريين، وسرعان ما عادت لتظهر بغزارة على مواقع التواصل…
في النصف الأول من القرن العشرين وبالتحديد عقدي العشرينيات والثلاثينيات بينما كانت الحركة الثورية العالمية في صعود، كانت الأحزاب الشيوعية والعمالية آنذاك، تبلور خبراتها في مجال العمل التنظيمي والعمل الجماهيري التحريضي وتكوين المعادل الثقافي لهذا العمل