الأديب العالمي الكبير باولو كويللو: لا يمكن حجب نور الثقافة العربية
قال الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويللو: إن التغيرات الحاصلة في العالم منذ أحداث الحادي عشر من أيلول لا يمكن أن تحجب نور الثقافة العربية، ولا يمكن أن تلغي صفة ثقافة الحب عنها مهما حاول الغرب تشويهها.
ولم يخفِ كويللو، أحد أبرز الكتاب في العالم وصاحب أكثر الكتب رواجاً في العالم، حبه وتعلقه بثقافة وحضارة العرب، مؤكدًا أنه لا يخجل من ذلك رغم أنها أصبحت تهمة.
وأضاف كويللو في لقاء عقده مع الصحفيين على هامش معرض الكتاب الذي انعقد في تونس مؤخراً:
الشرق هو الشرق ولن ينتهي ثقافيًّا لحدوث متغيرات كثيراً ما كان الغرب هو المتسبب فيها.. وهو من يصنع الآن الصورة التي يريدها عن الإسلام وعن العرب وثقافتهم وحضارتهم.
واعتبر كويللو أن التغييرات الحاصلة في العالم اليوم وفي الشرق بالخصوص لا يمكن أن تحجب نور الثقافة العربية.
وكويللو المعروف بمواقفه النضالية وآرائه الحرة كان ولا يزال من أبرز معارضي الحرب على العراق، وفي هذا الإطار
بعث برسالة شاجبة إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش للاحتجاج على احتلال القوات الأمريكية للعراق تحت عنوان: شكرا سيد بوش.
وأشار كويللو أنه بعد أحداث 11 سبتمبر تم فقدان السيطرة على الأحداث، وعمت الفوضى كلياً بعد غزو العراق، وأضاف أنه لا فائدة من الكتابة عن الحرب، لأن قادة الحرب لا يسمعون أصوات دعاة السلام.
واستشهد الكاتب البرازيلي على ذلك بالرسالة التي كتبها إلى بوش قائلاً: «أنا مثلاً كتبت رسالة إلى بوش ضمنتها موقفي المعادي للحرب على العراق، وقد تمت قراءتها من قبل أكثر من مليار شخص، لكن ماذا تغير»؟.
ونفى كويللو أن يكون هناك ما يعرف الآن بـ«شرق الرعب»، متهماً الغرب وصحافته بإلصاق مثل هذه التهم بالشرق عموماً وبالعرب خصوصاً.
وتابع يقول: إن «هذه الصفات القذرة ولدت في الصحافة الغربية.. ومن لا يحب الشرق يعني أنه بلا قلب».
ومن بين مؤلفات باولو كويللو الذي ولد عام 1947 بـ ريو دي جانيرو البرازيلية، (الخيميائي) في عام 1994 والتي أكسبته شهرة واسعة، و(فيرونييكا تقرر موتها) عام 2001، و(إحدى عشرة دقيقة) 2003، و(مكتوب) عام 2004.
وترجمت مؤلفاته إلى أكثر من 40 لغة، ونشرت في نحو 120 بلداً في العالم، وبيع منها أكثر من 43 مليون نسخة، حسب ما ورد في سيرته التي وزعت على الصحفيين ووسائل الإعلام.
وبخصوص تأثير الثقافة العربية والإسلامية على كتاباته أكد الروائي البرازيلي أنه استلهم منها الكثير، وأنها أسهمت في ثراء مؤلفاته.
وقال كويلو : "اكتشافي الأول للحضارة العربية الإسلامية كان من خلال العرب المقيمين في البرازيل، ثم طورت معرفتي الإسلامية من خلال قراءة الأدب العربي مثل كتاب ألف ليلة وليلة، إضافة للأدب الصوفي".
ومضى يقول بفخر: "لكن لقائي المباشر الأول كان في مدينة طنجة بالمغرب؛ حيث اكتشفت ميدانيًّا الثقافة العربية الإسلامية التي وجدتها أكثر ثراء وعمقًا مما قرأت وسمعت".