الثقافة العربية في زمن الثورات
يكاد أي متابع للعمل الثقافي العربي يجزم بأن ما يطبع من كتب وإصدارات في الوطن العربي من محيطه إلى خليجه قليل جداً بالنسبة لتعداد سكان هذه المنطقة، وأن القراءة في العالم العربي ضعيفة إلى الحد الذي تكاد تنحصر فيه بالأوساط الثقافية والنخبوية، ما نتج عنه «ثقافة عناوين» أو ما يسمى ثقافة المشافهة القائمة على تداول أفكار ومصطلحات ورؤى أكثرها مصدر إلى المجتمع العربي، دون دراية أو تمحيص في هذه المشاريع النهضوية الغربية، ودون التمييز بين ما يلائم البيئة الاجتماعية للمواطن العربي وما لا ينسجم وطريقة تفكيره وحياته، ما أدى في كثير من الأحيان إلى حالة من الاستلاب الثقافي قائمة على أفكار مستوردة أو معادة التدوير