الفيلم الفلسطيني «الجنة الآن» مثير للجدل في استبعاده كما في تكريمه

للمرة الأولى في تاريخ السينما العالمية يحصد فيلم عربي ـ فلسطيني تحديداً جوائز كبرى لعدد من كبريات مهرجانات السينما في العالم.

فمن مهرجان برلين الدولي إلى جائزة الفيلم الأوروبي و العمل الذهبي في هولندا وجائزة مهرجان دوربان في جنوب أفريقيا، وأخيراً جائزة الجولدن غلوب (التي تعتبر بمنزلة الترشيح للأوسكار).

وبالفعل فقد رشح الفيلم لمسابقة أفضل فيلم أجنبي، إلا أن الإرادة غير الطيبة استثنت الفيلم بالاستبعاد وحلت الإشكاليات الكثيرة التي أثارها فيلم «الجنة الآن» لمخرجه  هاني أبو أسعد.

وقد تمثلت بعض هذه الإشكاليات في تحديد هوية الفيلم ونسبه، فالفيلم ممول في جزء منه أوروبياً ماأتاح له المشاركة في مهرجان الفيلم الأوروبي ونيل جائزته.

وعندما ذهب الفيلم إلى لجنة المشاهدة في مهرجان الأوسكار تدخلت وزارة الإعلام الإسرائيلية لدى منظمي المهرجان كي لايتم تصنيف الفيلم كفيلم فلسطيني، فكان قرار أكاديمية الفنون والعلوم الإنسانية باعتبار الفيلم يمثل (السلطة الفلسطينية) وليس (فلسطين) الأمر الذي حدا بمخرجه إلى الاحتجاج واعتبار ذلك الإجراء بمثابة إهانة وصفعة للهوية القومية للشعب الفلسطيني.

يتحدث الفيلم عن صديقين فلسطينيين يتطوعان للقيام بإحدى العمليات الاستشهادية في الأراضي المحتلة عام ثمانية وأربعين لكن وفي اللحظة الأخيرة تحدث تغيرات تستوجب إيقاف العملية وتعديل الخطة المقررة، فينفصل الصديقان ليبدأ أحدهما بالتساؤل عن الغرض السامي للعمليات الاستشهادية مااعتبره فلسطينيون تشكيك بشرعية المقاومة.

يعالج أبو أسعد موضوعة العمليات الاستشهادية بطريقة إنسانية موضوعية أقلقت بعض الفلسطينيين لكنها أرقت معظم الإسرائيليين، فاعتبروا الفيلم تمجيداً للعمليات (الانتحارية) من خلال إضفاء الطابع الإنساني على منفذي هذه العمليات وتبرير ذلك بالحصار المفروض على الشعب الفلسطيني ومايترتب عليه من شعور بالإحباط والظلم والعيش في ظل فقر مدقع، فيما ذهب بعض الفلسطينيين إلى اتهام المخرج بالخروج عن الإجماع الوطني الفلسطيني والخيانة لقضية الشعب والمقاومة.

وقد استطاع الفيلم تقديم القضية بعمق إنساني ابتعد عن الشعاراتية الدعائية وبلغة سينمائية استطاع ملامسة العقل بما ضمن له إنصات الجمهور الغربي ودخول السينما العالمية من أبوابها الواسعة وإمكان طرح الهم الوطني الفلسطيني بشكل إنسيابي وبعيداً عن الخطابية المباشرة.

وأخيراً . . . لابد من التذكير بأن هاني أبو أسعد عندما استلم جائزة الجولدن جلوب ناشد العالم من أجل الاعتراف بفلسطين وقال إن الجائزة تمثل اعترافاً بأن الشعب الفلسطيني يستحق الحرية والمساواة.

• الفيلم في صور:

http://www.sharmillfilms.com.au/imagesparadisenow.html

 

 ■ الحسين نعناع