دمتم بخير  قناة المستقبل - 381 يوماً، تزداد...!؟

لطالما كنت أتحدث عن قناة فضائية عربية لبنانية بكثير من الإعجاب، معدداً سمات إيجابية كثيرة تجمعها. فهي وطنية المنبت والخطاب، ومعتدلة الآراء- فريدة بقدرتها على المزج بين الأصيل و(المودرن) . تفصل بمهنية عالية بين السياسة وبقية المواضيع الفنية والرياضية والعلمية والمنوعة حين المعالجة والتحليل- إلى ما هنالك... القناة هي قناة المستقبل Future.

يؤسفنا حقاً إلى أين وصلت هذه القناة وكيف انحدرت بمستواها ومستوى إدارتها، في الأيام الـ 381 السابقة، وهو الرقم الذي وصل إليها عدّاد الحقد والكراهية واللؤم، عدّاد يتابع السير يوماً بيوم ودون توقف، بشعار جميل الشكل، غريب التفسير، وقبيح الأسلوب، «بدنا الحئيئة!!».

 لدرجة لم يصدف معها أن جاءت سيرة القناة المذكورة منذ بدأ العّداد المذكور عمله، في مجلس أو حوار أو نقاش، إلا و كانت القناة المذكورة هي الخاسر الأكبر.

 وبعيداً عن كل ما قيل ويقال وسيقال، ما دام العدّاد مستمراً، أتطرق كمثال، لحدث ساخن نسبياً، أثارتني فيه الطريقة التي تعاملت بها المحطة مع نجمتنا الشابة والمتألقة شهد برمدا في مسابقة فنية ترويجية إعلانية يفترض أن تكون بعيدة كل البعد عن صخب السياسة و(تعليك السياسيين). فقد تواصلت على مدار أشهر طويلة رحلة المنافسة بين مئات المواهب العربية الشابة على اللقب الثالث للسوبر ستار، وصولاً إلى انحصار اللقب بين شهد برمدا من سورية وإبراهيم الحكمي من السعودية.

وهكذا عاش الملايين في الوطن العربي (من دول المتبارين خاصة) خلف الشاشات وراء شبكات الاتصالات المختلفة، وراء هاجس التصويت أوالتساؤل: «من سيحل أولاً» مطلقين التحاليل والآراء المختلفة والمتضاربة أحياناً كثيرة، أما في سورية فكانت التساؤلات التالية تسمع كثيراً:

● هل نصوّت لشهد فنربّحها، لكن نربّح أيضاً الـ 93 و 94 ونربّح تلفزيون المستقبل!؟؟

● كيف تحتمل هذه الشابة بعمرها الصغير عبارات تتكرر على مسامعها كثيراً في لبنان تقول لها: «بس لو ما كنت من سورية!».

● كيف يمكن للتصويت القادم على تسعيرة الـ 25 ليرة، وشبكات إنترنت متواضعة وبطيئة، أن تنافس ذاك القادم بشكل شبه مجاني من دول عربية أخرى .؟

● هل صحيح ما ادعاه مدير عام تلفزيون المستقبل بأن الشركة التي تتولى تلقي الاتصالات وإعطاء النتائج بعيدة كل البعد عن تلفزيون المستقبل وتوجهاته السياسية والربحية!

● وأخيراً هل يمكن لشهد أن تحرز اللقب، خصوصاً بعد أن لف والدها عنقها بعلم الوطن الغالي في الحلقة الأخيرة؟

يقال إن بعض الموسيقيين السوريين المحترفين ومنهم مهندسو صوت قاموا بعرض تسجيل الأغاني في آخر حلقتين على جهاز رقمي يستخدم في استديوهات تسجيل الأغاني فأثبت الرسم البياني وجود distroition عالي، فقط في أغاني شهد برمدا!!!! وليس على صوتها فقط الذي كان يمكن (ركلاجه) بشكل أفضل، و لكن (ركلاج) كامل الفرقة الموسيقية أيضاً، عكس ما كان عليه الأمر عند منافسها. ويقال أيضاً إنه وفي فقرة التذكير بما غناه المشتركون والتي عرضت في الحلقة الأخيرة منح المنافس وقتاً أطول وكان التذكير بأجمل المقاطع المغنّاة، على عكس ما تم تقديمه لشهد، أما مصممة الأزياء فقدمت أسوأ ما عندها و قالت لشهد (انتقي)!!! .

 لا نريد هنا التذكير بما حصل مع مواهب سورية استثنائية غيّبت عن المنافسة في اللحظات الأخيرة للمسابقات السابقة. و لا نريد الحديث عن نزاهة قناة في وقت اشترت فيه ملكة عربية اللقب الأول حين أو عزت لآلاف العسكر بالتصويت ومجاناً. ولا التذكير أيضاً بما قدمه زعيم عربي كرما لعيون متسابق ذهل الجميع بفوزه في اللقب الثاني.

شهد برمدا بربيعها الـ 17 دفعت أكثر من ثمن!؟ الأمر يبدو غريباً على مطربة واعدة جميلة ورقيقة...

المئات من المواضيع والأخبار والتحاليل باختلاف عناوينها، تدفع أثماناً سياسية وتجارية مختلفة..

 الأمر قد يبدو غريباً أيضاً...

لكن الأمور ذاتها تغدو طبيعيةً جداً، حين تتلوث وسائل الإعلام، بل وحين تزداد ......... تفاهةً!! 

 

 ■ هاني الملاذي