الفيلم الفلسطيني «حنين»... حين يولد الإنسان أسيراً!!
انتهى المخرج السينمائي سعود مهنا من تصوير فيلم حنين، وهو فيلم يصور معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بشكل عام، ولكنه يركز على قصة الطفلة حنين الأغا التي ولدت بين قضبان السجن حينما كانت أمها في الأسر. الطفلة حنين تبلغ الآن من العمر 12 سنة، ولكنها تعيش في حالة نفسية صعبة، وتعاني من صعوبة في التعامل الاجتماعي مع الأطفال، ودائما ترسم عتمة وظلاماًَ وقيوداً وأبواباًَ مغلقة، والفيلم يسجل حياتها وهي أسيرة عن طريق الصور الفوتوغرافية التي تجمعها مع عشرات من الأسيرات، وأيضاً مئات الرسائل من الأسيرات بعد خروجها من الأسر، إذ أنها خرجت وعمرها سنتان تاركة أمها في الأسر، أما الأم وهى أميمة الأغا مازالت تعانى من آلام في جسمها من أثر التعذيب في المعتقل، وتحدثت بالفيلم عن العذابات التي عانت منها في الأسر، خصوصا أثناء المخاض. لقد ولدت ابنتها حنين وهى مقيده بالأغلال وطلبت من إدارة السجن أن يسمحوا لأحد من أقاربها أن يكون معها أثناء الولادة، ولم توافق إدارة السجن.. تكلمت عن العذاب الذي شعرت به قبل الولادة حينما أهملتها إدارة السجن ولم تسمح للطبيب أن يقابلها، وتحدثت عن أن أول شيء فتحت عينيها عليه بعد الولادة، وهو السلاح الممدود إلى رأسها!!
تقول إن أول شيء شاهدته حنين هو السلاح بدلا من الورود، ولم يسمحوا بدخول الملابس للوليدة.. وبعد الولادة فورا أرجعوها إلى الزنزانة المتسخة الضيقة، حتى أن الطفلة أصابها اصفرار ومرضت وعمرها أيام قليلة.
المخرج سعود مهنا رئيس مركز تسجيل الذاكرة الفلسطينية، وهو يسعى من خلال المركز لتسجيل ذاكرة هامة لما عاشه ويعيشه الشعب الفلسطيني عبر أفلام وثائقية تبقى للتاريخ وللأجيال القادمة، كما أن المخرج مهنا أيضاً يعمل الآن بمشروع تسجيل ذاكره الشتات والهجرة بتسجيل أفلام عن كل قرية ومدينة فلسطينية مدمرة ومهجرة عبر لقاءات مصورة لمن تبقى من الشيوخ والعجائز الذين طردوا من أرضهم بقوة السلاح لكي تبقى هذه الأفلام شاهدة على حقوق اللاجئين، وتسجل تاريخاً يجب أن لا نغفل عنه، لكي لا يضيع حقنا..