ربمــا..!

شاهد عيان على اللحظات الأخيرة

(1)

لا يعرف الأطفال أن هذا العيد عيدٌ حزين.

لا يعرفون ولا يعترفون..

يلحّون على الأهل، كما هي العادة، لشراء الجديد، غير معنيين أبداً بتداعي اقتصاد الأسرة، وغير مهتمين بالمخاوف التي تجعل العيون أكثر سواداً..

هم يريدون أن يلعبوا وحسب، حتّى لو تمزّقت الأرض، حتى لو انشقت السماء..

دعوهم.. هذا اللعب الجذلان هو بالذات من يمنع هذا التمزق، وهو بالذات من يدرأ خطر الانشقاق..

(2)

يكثر الغائبون..

ها هي الأخبار تنبي عن قضاء عددٍ... ها هي موجة صفحات الحرية تطرق الأسماع باختفاء فلان.. 

يكثر الغائبون..

كأن أخبار الغياب إذ تتواتر بهذه الغزارة تؤول، آخر الأمر، إلى غياب الغياب..

(3)

في السينما لاعب الموت المحارب العائد شطرنجاً، فغشّ لينجو..

في الواقع يلاعب الإنسان الموت والشطرنج لعبة الحقيقة..

(4)

هذا الحي المأسور لا يجد الوقت لينظر شزراً إلى جاره الحي المرتاح.. وقته فقط ليحافظ على حصّته من الأوكسجين.. وعينه على حيوات أبنائه الذين يذهبون إلى المجهول ليبقى معلوماً..

وبينما هو محاصر، منكوب، متألم.. جاره طبيعيّ يواصل تمطيه كسلاً..!!

عمّا قليل، يقول الحي المأسور، سيأخذ قيلولة طويلة، بينما جاره لن يعرف الراحة أبداً من كوابيس المنام واليقظة.

(5)

ألم الشارع لا يترجم صراخاً مثلنا..

عما قليل، سنطير حتى تغمض عينيك بارتياح..

(6)

ليس لدى العقيد ما يقوله، بعد التلعثم والتخبيص، سوى صاروخ يعكر الاحتفال..

عقد نيرون، هذه المرة، لن تحرق إلا صاحبها، بينما «روما» تغني على قيثارتها..

(7)

ليس لأنّه من حزب المشائين

ليس لأنه مبشّرٌ بديانة المشي

فرغم الحواجز

وحظر التجوال

وتكسير الأرجل

هو يمشي

لئلا تُسرق فكرة المشي...

■ رائد وحش

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.