الثورجية.. بين الأمس واليوم

كيف كان جيل الثمانينيات في مصر يناضل بدون الفيس بوك وبدون وسائل الاتصال الحديثة التي استخدمها الشباب في الدعوة لثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك؟..

هذا هو ما حاول كتاب «الثورجية» للمؤلفة هناء زكي الإجابة عليه، وهو الكتاب الذي كان موضوعًا لندوة خاصة في نقابة الصحفيين بالعاصمة المصرية القاهرة، وخلال صفحات الكتاب ترصد المؤلفة الأحداث في فترة الثمانينيات من خلال ذكريات بعض شباب ذلك الجيل في جمعية الدراسات العربية الطلابية وهي الجمعية التي كانت تضم في هذا الوقت الشباب الاشتراكي بالجامعات المصرية.

يندرج الكتاب تحت عنوان أدب السيرة الذاتية، ويضم 11 فصلا مكتوبا بصيغة اليوميات، تسرد المؤلفة خلالها تجربتها الشخصية في العمل السياسي إبان فترة السبعينات وما تلاها. وقالت المؤلفة: ليست قصص هذا الكتاب من الخيال، لكنها أحداث واقعية عاشها أبطال مازال أغلبهم على قيد الحياة حتى اليوم، منهم الفنان والمخرج، المهندس والفلاح، ربة البيت والمُدرسة، القاضي والمحامي، الدكتور وسواق الميكروباص؛ شباب وشيوخ، نساء وأطفال، جمعهم ذات يوم شيء واحد هو حب مصر وحلم الأمة العربية الواحدة من المحيط إلى الخليج.

وفجأة وجدوا أنفسهم أبطالًا لقصص مثيرة حافلة بالمآسي والآلام؛ هروب وتعذيب واعتقال؛ مضيفة: جاهد بعضهم وتحملوا قهر الانكسار من بعد قوة، واليأس من بعد آمال. ولم يتحمل آخرون، وهم شيوخ طاعنون في السن وشباب في عمر الزهور توقفت نبضات قلوبهم مؤثرين تحقيق ما حلموا به عند ربهم.

وتؤكد المؤلفة أنه بعد مضي ربع قرن تقريبًا على أحداث قصص «الثورجية» هممتُ بأن أخرجها من مكنون الصدور، وذكريات الجلسات الخاصة، في صورة هذا الكتاب، لتكون كل عين تقرؤه شاهدة يعيش كل لحظة من لحظات الحكاية التي يرويها، وقال المخرج خالد يوسف «إن كتاب «الثورجية» أتاح الفرصة للشباب للتعرف على ملامح الفترة التي لم تعاصر الإنترنت وثورة الاتصالات التي استخدمها الشباب في ثورة 25 يناير، وفي ثورات أخرى في المنطقة العربية».

وقال محمد شعيب مدير تحرير مجلة «أخبار الأدب» القاهرية، إن كتاب «الثورجية» هو كتاب يضم حكايات لشباب جيل الثمانينيات، غير أنه اعتبر أن الكتاب يقدم أسئلة أكثر مما يقدم إجابات، إلا أن كتاب «الثورجية» أثبت أن الذكريات الصغيرة يمكن أن يُكتب بها التاريخ، مضيفا أن كتاب «الثورجية» جسد جيل الثمانينيات الذي تم تناسيه بين جيلين هما جيل الستينيات وجيل السبعينيات، ولكنه أعطى فرصة لاستعادة هذا الجيل ومعرفة كفاحه ونضاله.

مؤكدا أن «ثورة 25 يناير» ليست فقط ثورة جيل الإنترنت، ولكنها نتاج لنضال مستمر منذ عام 1976، وأشار إلى أن الكاتبة اعتمدت على سرد التفاصيل بأسلوب شيق وسهل وبخفة ظل، وبالتالي يمكن لهذا الكتاب أن يكون مادة تسجيلية لأي مخرج مبدع يريد أن يُعرض نضال شباب هذه المرحلة في فيلم يخرج إلى النور.