«ق. ق. ج» في مجلة «الثقافة»

خصّصت مجلة «الثقافة» عددها الأخير للقصّة القصيرة جدّاً، وقد ضم العدد مجموعة آراء ممّا هو مطروق جداً في هذا الجنس الأدبي، دون أن تكون هناك دراسات نقدية كافية، خاصة وأنّ العدد مكرّس من ألفه إلى يائه لما بات يعرف بـ«ق. ق. ج» الجنس الذي لا يزال يثير الكثير من الجدل حول مشروعية وجوده، وقد حملت هذه الآراء عناوين مثل: «جدلية القصة القصيرة جدّاً»، «إشكاليّة القصة القصيرة جدا بين الواقع والخيال»..

فيما ذهب الكمّ الباقي لمصلحة النصوص، لكنّ قارئ النصوص سيواجه الأسئلة التي سبق وطرحت في هذا المضمار من قبل، دون أن يصل إلى نص يحسم الجدل بقوة الإبداع التي تفرض نفسها. ولكي لا يكون الحديث ملقى على عواهنه نقدّم هنا نقلاً حرفياً لنماذج من القصص التي نشرت في الملفّ:

• «تناسى خلافه مع الآخر، اخلص لوطنه، قبل منصبه، فكانت أبجدية وطنية بامتياز».. فاتن بركات.

• «ولد بالأمس طفل.. واليوم مات.. مسكين ذلك البلد، لا يكبر به الأطفال».. وليد سيلاوي.

• «اعتبرته فلم كتابة حروفي. أصبح بالياً فرميته».. حسن علي البطران.

• «غمرته بحرارة حبّ لاهبة فتصبّب عرقاً بارداً وأمطر جمراً».. محمود حمود.

• «سأل الأب ابنته: من هو بطل معركة حطين؟ لم تنتظر الفتاة اليافعة حتى أجابت بثقة: جمال سليمان!! رمقتها الأم بنظر عتب طويلة قبل أن تصحّح إجابتها بأن البطل الحقيقيّ لمعركة حطين هو أحمد مظهر. سكن الأبَ بؤس العالم وإحباطاته بعد أن لامس تدني المستوى الثقافي لأفراد أسرته أنهم لم يعرفوا أن من أدار معركة حطين بحرفية واقتدار هو المخرج المبدع حاتم علي».. جهاد الخطيب.