وجه فرناندو ميغيل برنارديس: هنا البرتغال
مرّ في سورية، ضمن رحلة خاصّة، الشاعر البرتغاليّ فرناندو ميغيل برنارديس الذي اعتبر تعرفه على بلادنا فرصة استثنائية جعلته يراها على حقيقتها بعيداً عن سطوة الدعاية الغربية التي تمعن في رسم صورة خياليّة عنها.
فرناندو ميغيل برنارديس المولود في (كويمبرا) عام 1929، شاعر وكاتب، وعضو ملتزم في الحزب الشيوعي البرتغالي منذ عام 1950، وبسبب انتمائه الحزبيّ تعرض للاعتقال عدّة مرات، في ظل دكتاتورية سالازار الفاشية التي يصفها «أعتقد أن الفاشية أطرت الثقافة والأدب أكثر مما فعلت الكنيسة الكاثوليكيّة». أوّل أعماله كتبه في السجن، لكنه لم ينشر أيّ شيء ممّا يكتبه إلا بعد ثورة القرنفل في 25 نيسان 1974 التي أعادت للبرتغال وجهها الحقيقي. يقول برنارديس: «سالازار مارس رقابة كبيرة، مما أعاق تطوّر الحركة الأدبيّة والثقافيّة. ومنع نشر العديد من الأعمال، ممّا عزل الكتّاب البرتغاليين، وأدخلهم في مرحلة تميّزت بالنشاط السري،كما هاجر العديد من المبدعين، وانتشروا في النفيّ، كما كانت الكتب تدخل وتنشر بطريقة سريّة».
يكتب صاحب «جبال الجنوب» عن أبناء طبقته من العمّال والكادحين، محاولاً تجسيد آمالهم وأحلامهم، ورصد معاناتهم، في الواقع الراهن، بأسلوب فنيّ بعيداً عن الشكل المباشر، والنظرة المقولبة. ومن أعماله: «كتابات في السجن»، و»الممرضة أولغا»، «صورة فاوست».. كما وان لديه العديد من الأعمال للأطفال: «الطفلة ذات الجديلة التي ترقص»، و»نجمة في اليد»..
يسأل برنارديس، السعيد بزيارة سورية، عن الأدب في البلد، فنخبره بحاله الحزين، فيعلّق: «في البرتغال الأدب مسألة أساسيّة، إنه أهم من السينما والتشكيل والمسرح من حيث الحضور والاهتمام، بل إنه يضاهي جميع الأنواع الثقافيّة».