تشهد المحافظات السورية جميعها دون استثناء موجات حادة من الاستياء الاجتماعي العارم، أشد من موجات الصقيع التي ضربت البلاد باكراً، نتيجة النقص الحاد بمادتي المازوت والغاز وسوء توزيعهما.. وما يزال أمل الناس معلقاً أو تائهاً بين تصريحات وتطمينات مسؤولي وزارة النفط بأن المادة موجودة ولا صحة لما يشاع من نقص وتقصير في التوزيع، وبين ما يحدث على الأرض من فوضى وارتفاع أسعار المادتين وندرتهما.. وبعيداً عن التصريحات الرسمية يظهر الواقع في مختلف المحافظات طوابير من البشر تمتد في كثير من الأحيان أرتالاً طويلة تتجاوز الـ(500 م) في بعض الأحيان، تبدو على وجوهم المكشرة الغاضبة علامات الامتعاض واليأس وكأنهم أمام مشرحة، وعند حصول أحدهم على كمية (40 ليتر) يفرح وكأنه بيوم زفافه، مع مسحة قلق لما سيفعله لاحقاً إذا نفدت الكمية!!.