«رب ضارة نافعة».. سماسرة الخبز والغاز .. حمص مثالاً
لم تكد الحكومة تعلن رفعها لأسعار الخبز والغاز، «غير المبرر»، حتى سارع بائعو الخبز ومراكز التوزيع له في المدينة، إلى زيادة 10 ليرات على كل ربطة خبز تباع عبرهم، فرب ضارة نافعة كانت بالنسبة لهؤلاء، حيث تقدر الزيادة، المستلبة، التي يجنيها أحدهم جراء هذا الرفع 1000 ليرة يومياً بحال باع 100 ربطة فقط، وشهرياً بما يعادل 24000 ليرة زيادة محسوبة في جيب هؤلاء، على حساب المواطن.
وقس على ذلك بالنسبة لمادة الغاز حيث بادر البائعون مباشرة إلى زيادة مقدارها 100 ليرة على كل اسطوانة غاز، ما يعني 1000 ليرة عن كل 100أسطوانة، أي ما يعادل 40000 ليرة (أربع مرات تزويد بالشهر)، زيادة في جيوب هؤلاء على حساب المواطن أيضاً.
والذي يزيد الأمر سوءاً هو وقاحة هؤلاء واستهتارهم بالالتزام بالتسعيرة المعتمدة، حيث وعلى لسان أحدهم عند الاعتراض عليه من قبل أحد المواطنين: «من لا يعجبه الوضع أمامه التموين خللي التموين ينفعو».
ويسجل بالوقائع غياب شبه تام لأجهزة الرقابة التموينية في الأسواق، وشكاوى المواطنين «بحال تم التجاوب معها»، فهي لا تحقق قمع المخالفة والحد من جشع هؤلاء، بسبب عدم كفاية العقوبات المنصوص عنها قانوناً، «بحال تم تسجيل المخالفة أصلاً»، مقارنة بالإيراد «غير المشروع» الشهري لهؤلاء، المستلب عنوة من جيوب المواطنين، استغلالاً لاحتياجاتهم، الذي يغطي قيمة أية مخالفة ويفيض، هذا إن لم نتحدث عن فساد ورشاوى، بغاية عدم التجاوب مع الشكاوى، أو تمييعها لتبقى المخالفات بحدودها الدنيا، مع الأخذ بعين الاعتبار، أن ما ينطبق على هاتين السلعتين، ينطبق على سواها من الاحتياجات الاستهلاكية اليومية للمواطنين.
بنهاية المطاف أمسى المواطن بين فكي كماشة رفع الأسعار الحكومية وجشع البائعين والسماسرة، وقد تحالفا ضده بمعيشته.