العقل الخالص في بلاد العجائب الرأسمالية
تحاول الرأسمالية إبهارنا بمقولات تظهر المجهود الأيديولوجي لحرسها الفكري ولجوقة المردّدين، ولكن التّعمية التي كان يمكن القيام بها في بدايات الرأسمالية لم تعد ممكنة في مرحلة تعفّن النظام العالمي للرأسمالية.
تحاول الرأسمالية إبهارنا بمقولات تظهر المجهود الأيديولوجي لحرسها الفكري ولجوقة المردّدين، ولكن التّعمية التي كان يمكن القيام بها في بدايات الرأسمالية لم تعد ممكنة في مرحلة تعفّن النظام العالمي للرأسمالية.
تنتشر فكرة وجود نوعين للعولمة في العصر الحديث: الأولى بدأت حوالي 1870 وانتهت عام 1914، والثانية بدأت في 1945 ولا تزال جارية. تتحدى هذه الدراسة هذه النظرة وتجادل بأنّ هنالك ثلاث عولمات وليست اثنتين فقط. العولمة الأولى: الفكتورية، والعولمة الثانية: في الحقبة الكينزية التي دفعتها المكاسب من التجارة وهذه المكاسب زادت الأجور الحقيقية في الدول الصناعية، والعولمة الثالثة: النيوليبرالية التي قادها إعادة التنظيم الصناعي بدافع من الصراع التوزيعي.
يتضمن جدول محتويات الكتاب الصادر عن دار «بلوتو برس» في 336 صفحة من القطع المتوسط، سبعة فصول، هي التالي: المقدمة، الإيديولوجية والقومية والفاشية، استبدادية الجناح اليميني والرأسمالية السلطوية، الترامبوية: دونالد ترامب والنزعة الرأسمالية السلطوية، الترامبية: إيديولوجية دونالد ترامب، ترامب و«تويتر»: الإيديولوجية الرأسمالية على مواقع التواصل الاجتماعي، الخلاصة: الرأسمالية التواصلية الاستبدادية وبدائلها.
إنّ عالم التواصل العلمي معطّل. تتعامل شركات النشر العملاقة، التي تحوّل المجال إلى مافيا أعمال وهوامش ربحٍ تتخطّى شركة «آبل»، مع أبحاث الحفاظ على الحياة بوصفها سلعة خاصة، تباع لتحقق أرباحاً هائلة. إنّ ما لا يتجاوز 25% من مجموع الأبحاث العلمية العالمية تندرج تحت «الوصول المفتوح»: أي: أنّ للعموم حقّ الوصول إليها بالمجان ودون اشتراك. وهذه النسبة المتدنية تقف عائقاً أمام حلّ المشكلات الرئيسة، مثل: تحقيق أهداف الأمم المتحدة في التنمية المستدامة.
تظهر الوثائق الداخلية الصادرة في دعوى قضائية لضحايا السرطان كيف أن العملاق الكيميائي يدمر العلم بنشاط لتعزيز منتجاته وأرباحه.
في العديد من كتابات ماركس، وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بالزراعة في مجلدات ثلاثة من رأس المال، يمكن للمرء أن ينظر إلى العناصر الأساسية لمقاربة بيئية حقاً، من خلال انتقاد جذري لنتائج كارثية الإنتاج الرأسمالي.
تطرقت العديد من المقالات والأبحاث حول الاحتباس الحراري وخطره على حياة البشرية ككل، منها ما يربط الاحتباس الحراري بنمط عيش بدأ بالظهور مع البدء في الإتكال على الوقود الإحفوري، ومنها ما يربط الاحتباس الحراري بمشكلة النظام السائد واستغلاله للبيئة ككل.
كيف لنا أن نعرف إن كانت التقارير التي أمامنا واقعية وصادقة وجديرة بالثقة، أم أنّها مجرّد حيل والتفافات علاقات عامة؟ كيف بإمكاننا الوثوق بأيّ شيء نقرأه أو نشاهده؟ يشمئز معظمنا على الفور من الضبابية القائمة بين التحرير الإعلامي وبين الإعلانات في وسائل الإعلام. لكن لديّ فكرة مشاغبة هنا: هل سيكون هذا الاشمئزاز الذي نشعر به أمراً سيئاً؟
تمّ مؤخراً نشر مقالة في مجلّة «وايرد» تقدّم نقداً مقنعاً لأبرز التقنيات التي تمّ طرحها على الطاولة كحلٍّ لأزمة المناخ. تكشف مقالة آبي رابينوفيتش وأماندا سيمسون «السرّ القذر للخطّة العالمية لتجنّب كارثة المناخ» بأنّ التكنولوجيا الرئيسة الواقعة في جوهر نماذج «الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ» لإبقاء الاحتباس الحراري عند 2 درجة، والمعروفة باسم «الطاقة الحيوية مع التقاط الكربون وتخزينه BECCS»، من شأنها أن تحرق المحاصيل المزروعة من أجل الكهرباء، وثمّ تلتقط وتخزن ثاني أكسيد الكربون الناجم، تحت الأرض.
رأى ماركس الصدع بين الناس والطبيعة، ليس فقط كإخفاق رئيس في الرأسمالية، ولكن أيضاً كآلية يمكن من خلالها استبدال الرأسمالية.