وجدتها صدع ماركس الاستقلابي

وجدتها صدع ماركس الاستقلابي

في العديد من كتابات ماركس، وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بالزراعة في مجلدات ثلاثة من رأس المال، يمكن للمرء أن ينظر إلى العناصر الأساسية لمقاربة بيئية حقاً، من خلال انتقاد جذري لنتائج كارثية الإنتاج الرأسمالي.

يمكننا أن نجد في كتابات ماركس نظرية عن الصدع الاستقلابي بين المجتمعات البشرية والطبيعة، كنتيجة للمنطق المدمر لرأس المال. يبدو تعبير «الصدع الاستقلابي» كسراً في التبادلات المادية بين الإنسانية والبيئة- على سبيل المثال في الفصل 47، «تكوين الأرض المستأجرة الرأسمالي» في رأس المال، المجلد الثالث:
“إن الممتلكات الكبيرة تقلل من عدد السكان الزراعيين إلى أدنى حد ممكن من النمو في مواجهة عدد السكان الصناعي دائم النمو الذي يتكدس في المدن الكبيرة؛ وبهذه الطريقة، تنتج ظروف تثير صدعاً لا يمكن إصلاحه في عملية الاستقلاب الاجتماعي المتبادلة، وهي عملية استقلاب موصوفة في قوانين الحياة الطبيعية نفسها.»
يمكن العثور أيضاً على مشكلة الصدع الاستقلابي في مسار آخر معروف لرأس المال، المجلد الأول، وهي خاتمة الفصل الخاص بالصناعة والزارعة. هذه واحدة من أهم كتابات ماركس، لأنها تملك رؤية جدلية لتناقضات «التقدم»، وعواقبها المدمرة، في ظل الحكم الرأسمالي، من أجل البيئة الطبيعية:
“الإنتاج الرأسمالي... يزعزع التفاعل الاستقلابي بين الإنسان والأرض، أي: يمنع العودة إلى التربة للعناصر المكونة التي يستهلكها الإنسان في شكل طعام وملبس؛ وبالتالي فإنه يعوق تشغيل الظروف الطبيعية الأبدية للخصوبة الدائمة للتربة….
كل التقدم في الزراعة الرأسمالية هو التقدم في فنّ، ليس فقط سرقة العامل، بل سرقة التربة؛ كل التقدم في زيادة خصوبة التربة لفترة معينة هو التقدم نحو تدمير مصادر الخصوبة الأطول أمداً.
وكلما زاد تقدم بلد كالولايات المتحدة الأمريكية الشمالية، على سبيل المثال، التي تطورت على أساس الصناعة العظيمة، كلما حدثت عملية التدمير هذه بسرعة أكبر. وبالتالي لا يطور الإنتاج الرأسمالي إلا تقنية ودرجة الجمع بين العملية الاجتماعية للإنتاج من خلال تقويض المصادر الأصلية لكل الثروة في نفس الوقت- التربة والعامل.