يضطر الإنسان أحياناً أن يتطرق ويناقش أموراً تكون من البديهيات في الدول المتقدمة في زمن الثورة التقنية والمعلوماتية، وفي مقالتنا هذه سوف نتطرق إلى موضوع يعد من الأسس التي تستند عليها السياسات والخطط والدراسات والتنبؤات والإسقاطات في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية والعلمية، ألا وهو الرقم الإحصائي والبيانات الإحصائية. فلا يستطيع دارس أو باحث أو مهتم أو مسؤول أن يقوم بأية دراسة أو اتخاذ قرار صائب وواقعي ودقيق في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، إلا من خلال الاعتماد على رقم إحصائي، وبيانات إحصائية دقيقة، فكما نعلم إن معرفة الأسباب الحقيقية لها واستنباط الحلول التي تكون بحسب حجم المشكلة، فإذا كان تشخيص المشكلة غير دقيق وغير واقعي من حيث حجمها، فلا بد أن تكون الحلول خاطئة، وبالتالي يترتب عليها نتائج سلبية يختلف حجمها بحسب حجم المشكلة الأساسية.