أين اختفى د. عيد أبو سكة؟؟
هناك أشياء تحدث في سورية لا يمكن أن تحدث في أي مكان من العالم، والفضل في ذلك طبعاً يعود لعدد من المسؤولين السوريين ومن جملتهم، أو على رأسهم، جهابذة الفريق الاقتصادي السوري بزعامة السيد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية.. وإليكم الدليل:
ففي تغطية لفعاليات منتدى «البعث» الأول لفرع ريف دمشق الذي أقيم أواخر الشهر الماضي (كانون الثاني)، نشرت الزميلة «البعث» في عددها الصادر يوم الأربعاء 31/1/2007، في مكان بارز من صفحتها الأخيرة الإعلان التالي:
«تقام على مدرج قصر الثقافة بدوما جلسة ملتقى البعث للحوار بعنوان: (اقتصاد السوق الاجتماعي) بمشاركة د. عبد اله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية والإعلامي والباحث الاقتصادي د. عيد أبو سكة، وذلك في الساعة الرابعة والنصف من مساء اليوم»..
وبالطبع، ونتيجة إعلان كهذا، خمّن المهتمون والمتابعون أنهم سيشهدون حواراً حقيقياً بين من بيده الدفة الاقتصادية ولا أحد يعلم إلى أين يقود سفينة الاقتصاد المهترئة التي على وشك الغرق، وبين باحث وإعلامي ربما يثير بعض القضايا الإشكالية ويتوقف عند بعض الأرقام والتصريحات التي يطلقها نائب رئيس مجلس الوزراء وبعض أعضاء فريقه، خصوصاً وأن الجميع يسمع جعجعة اقتصادية مجلجلة ولا يرى طحيناً..
المهم أن قصر الثقافة «الدوماني»، وبسبب ما ، ازدحم بحشد كبير ممن تملؤهم الرغبة بمعرفة واقع ومستقبل الاقتصاد السوري، والإصغاء إلى حوار اقتصادي حقيقي بين شخصين مختصين من موقعين مختلفين، فإذا بهم يفاجَؤون بـ د.الدردري يتربع المنصة وحيداً بكل قوة وثقة، ليسهب في تعداد فضائل برنامجه الاقتصادي على البلاد والعباد والثمرات الحالية والمستقبلية لنهجه العتيد المرتكز على اقتصاد السوق الاجتماعي في تحديث وتطوير الاقتصاد الوطني، أما د. عيد أبو سكة فقد اختفى كلياً، ولم يقم أحد بتقديم أية أعذار أو أسباب لهذا الاختفاء!!!
ولأننا في «قاسيون» فضوليون جداً ونرغب في معرفة دقائق الأمور وتحديداً ما خفي منها عمداً، خاصة وأنه انتابنا إحساس أن المسألة فيها «إن»، فقد حاولنا معرفة أسباب اختفاء د. أبو سكة عن الجلسة، إلى أن أفادنا مصدر مطّلع أن السيد نائب رئيس مجلس الوزراء (اشترط) على الجهة المنظمة أن (يحاضر) لا أن (يحاور)، وأنه طلب أن يتفرد بالمنبر والحديث ومخاطبة الجمهور!!!
الغريب أن بعض الصحف الرسمية السورية غطت الحدث في اليوم التالي على الصفحات الأولى دون أية إشارة لغياب د. أبو سكة عن الجلسة، على الرغم من أنها هي التي أعلنت عن مشاركته في الحوار في عددها السابق.. فيا للمهزلة!!