زهير غنوم: أوقفوا الفاسدين.. يتوقف التهريب
النائب السابق الأستاذ زهير غنوم، خص صحيفة «قاسيون» بتصريح ساخن حول مقترح الحكومة برفع الدعم قال فيه:
حين جرت تسمية الحكومة الحالية وحصلت على الثقة، اشترط السيد رئيس الجمهورية على رئيسها ووزرائها أن يعملوا لما فيه صالح الوطن والمواطن، وقد خرجت الصحف المحلية حينها يتصدر صفحاتها الأولى هذا الشرط.. والسؤال البديهي اليوم: أين الحكومة من مصلحة الوطن والمواطن، وهل تعمل من أجل كليهما؟
ودخولاً في موضوع الساعة، أي قضية الدعم، فالحقيقة أن كل حديث للحكومة الحالية عن «إعادة توزيع الدعم»، الغاية الأساسية منه هي رفع الدعم عن سعر المازوت، وهنا دعني أقارن بالأرقام لأفند حجج الحكومة، فسعر المازوت بلبنان 35 ل.س، ولو نجح مسعى الحكومة برفع سعره 5 ل.س، ليصبح 12 ليرة، فإنهم كانوا بهذا التصرف سيضرون المواطن ولن يستفيدوا شيئاً على صعيد وقف التهريب، والسبب هو في بقاء هامش ربح كبير للمهرب، حيث يستطيع المهرب أن يعطي ما يعطي للفاسدين، من مبلغ الـ 23 ل.س باللتر، وتبقى لديه فسحة كبيرة من الربح. يستطيع المهرب أن يعطي من فارق السعرين بيننا وبين لبنان النصف للفاسدين، ويربح النصف، مع محافظته بهذا النصف على ربحه الكبير الذي فاق 100%، وبذلك ما كانت الحكومة ستستفيد شيئاً، إذاً هي لن توقف التهريب عن طريق رفع سعر المازوت خمس ليرات، وهنا لا أريد أن أتشعب، وسأحصر حديثي في المازوت بالذات في إطار الحديث عن الدعم، لأن ارتفاع سعر المازوت يرفع معه كل سلة الأسعار في السوق، فعندما نرفع سعره فالمزارع سيتضرر وهكذا سترتفع أسعار المواد الزراعية،. كذلك فإن المازوت يستخدم لوسائط النقل، وعند رفعه سترتفع تكلفة النقل على المواطن، المازوت يستخدم في كل شيء، وبرفع سعره فإننا نضر بالمواطن ولا نستفيد شيئاً على أي صعيد آخر..
إذاً، هذه ليست طريقة للحل، وقد سمعت أن رئيس الحكومة صرح في مجلس الشعب، بأن الحكومة، عاجزة عن وقف التهريب، وأنا هنا كمواطن أسأل رئيس الحكومة: إذا كانت الحكومة عاجزة عن وقف تهريب المازوت، وضبط الحدود، كيف سيتصرف هو وحكومته إذا تسلل الأعداء إلى حدودنا؟ وكيف ستتصرف الحكومة إذا ارتأت أمريكا أن تحرض المخربين على التسلل، وعلى إدخال متفجرات خاصة أن المتفجرات والأسلحة أصغر حجماً من براميل المازوت المهربة بحيث يسهل إدخالها؟ فعندما لا تجد الحكومة بأنها مؤهلة لضبط الحدود، فلماذا هي حكومة؟
- المهربون هل هم أشباح، من هم المهربون؟
بصراحة، المهربون صنيعة الفاسدين، فالفاسدون يطالبون المهربين: أن قوموا لنأكل خبزاً، قوموا اعملوا لنأكل خبزاً.. هكذا يقول الفاسد للمهرب، وعلى هذا فإننا عندما نريد ضبط هذا الموضوع، فإننا نستطيع ضبطه بقليل من الإرادة والمحاسبة، ففي العام الماضي وفي منطقة القصير بالذات، عين أحد رؤساء الأجهزة الأمنية، ومنذ اللحظة الأولى جمع عناصره وقال لهم: أنا لست جابياً لأحد، ولا أريد من أي منكم أن يكون جابياً لي.. وضبطت القصير المحاذية للحدود اللبنانية أشهراً عديدة، إذاً، إذا أرادت السلطات وقف التهريب، فأنا أقول إنها تستطيع، لكن يجب عليها أن تقمع الفاسدين حتى تقمع التهريب.. أما باقي المواد فإن رفع الدعم عنها لا يؤثر كما يؤثر رفع الدعم عن المازوت، فإذا رفعت الدعم عن السكر، ممكن أن يؤثر على الطبقة الفقيرة، لكن لا يؤثر كما يؤثر المازوت، المازوت يرفع كل المواد، بشكل إجمالي..
نحن كمواطنين نطالب الحكومة بإيجاد حل فوري وحقيقي، وصارم، وجازم من أجل وقف الفاسدين، قبل وقف المهربين..