جهاد أسعد محمد جهاد أسعد محمد

السوريون ومسألة «الدعم»..

رفع الدعم.. هروب من المسؤولية وتورية لفشل الفريق الاقتصادي

ما تزال الأوساط العامة منشغلة بصورة كبيرة بمسألة الدعم، رغم طي الملف ووضعه في الأدراج، وقد شهدت الجلسة الأخيرة لمجلس الشعب سجالات حادة بين أعضاء المجلس وممثلي الحكومة الذين استقبلوا في المجلس بالصفير وصيحات الاستهجان..

ومتابعة لهذا الملف، التقت قاسيون عدداً من الشخصيات وحاورتهم في هذا الموضوع، وكانت الشهادات التالية:

حسني العظمة:

«الدعم» هو قضية سيادية من الدرجة الأولى

قبل التكلم عن موضوع رفع الدعم وإعادة توزيعه، فلنتحدث عن موضوع آخر وهو استهلاك المازوت الذي حقق زيادة هائلة في سورية. إن هناك هدراً كبيراً في المحروقات له أسباب عديدة، منها ارتفاع استهلاك قطاع النقل الذي جرى فيه تجميد وتوقيف شركات كثيرة واستبدالها بـ«الفئران» البيضاء التي تستهلك كميات كبيرة من المازوت نسبة إلى عدد الأفراد المنقولين، هذا الحل الذي لم تستخدمه أي دولة أو عاصمة، ويقتصر استخدامها على المناطق الريفية وليس داخل المدن. ثم هناك قطاع التدفئة، فمع انتشار السكن العشوائي والأبنية غير المعزولة تذهب كميات كبيرة من الوقود هباءً بمدفأة الغرفة.



زهير غنوم:

أوقفوا الفاسدين.. يتوقف التهريب

النائب السابق الأستاذ زهير غنوم، خص صحيفة «قاسيون» بتصريح ساخن حول مقترح الحكومة برفع الدعم قال فيه:

حين جرت تسمية الحكومة الحالية وحصلت على الثقة، اشترط السيد رئيس الجمهورية على رئيسها ووزرائها أن يعملوا لما فيه صالح الوطن والمواطن، وقد خرجت الصحف المحلية حينها يتصدر صفحاتها الأولى هذا الشرط.. والسؤال البديهي اليوم: أين الحكومة من مصلحة الوطن والمواطن، وهل تعمل من أجل كليهما؟؟
 
د. محمد حبش:

يجب حجب «الدعم» عن المهربين والمترفين والأجانب..

د. محمد حبش الذي شهد السجال الساخن بين الحكومة وأعضاء مجلس الشعب في الجلسة الأخيرة للمجلس تحدث لـ «قاسيون» حول المقترح الحكومي برفع الدعم قائلاً:

الحقيقة أن الحكومة كما هو معلوم بحسابات رقمية بسيطة، اقتنعت بأن رفع الدعم سيحقق وفراً للخزينة بقيمة عدة مليارات، وأصحاب الاقتراح لديهم أيضاً حلول طيبة، ولذلك قرروا أن يساعدوا الفقراء بمبلغ من المال سنوي، ليخففوا عنهم معاناة رفع أسعار المحروقات عندما يرفع الدعم عنهم، ولكن في الواقع الحكومة يجب أن تلاحظ ما جرى خلال الشهر الماضي، لأن ليس رفع أسعار المازوت، بل شائعة رفع أسعار المازوت رفعت أسعار كل شيء، ليست المسألة أن الفقير سيتضرر، المسألة حسابياً تماماً كما قالت الحكومة، عندما تعطي الفقير 12 ألف ليرة في السنة وتحرر سعر المازوت فأنت تخدم الفقير بهذا القطاع، لأن الفقير فعلاً لا يستهلك أكثر مثلاً من 24 ألف ليرة مازوت نصفها (حسب المقترح) تدفعه الحكومة، ونصفها سيدفعه المواطن، إذاً النتيجة واحدة. ولكن ما يجري ماذا عن تداعيات رفع أسعار المحروقات؟؟ قالت الحكومة إنه لا توجد دولة في العالم تدعم المهربين إلا سورية. إذن نحن ندعم المهربين الذين يهربون المازوت، في الواقع هذا الكلام اعتراف من الدولة بأنها لم تتمكن من قمع التهريب، وبالتالي نحن نتساءل ما الذي يمنعها من قمعه؟؟ هذه مسؤولية الدولة.