المقاومة العراقية صمام أمان وحدة العراق أرضاً وشعباً

المجازر اليومية المؤلمة والفظيعة التي تتصاعد حدتها في العراق يوماً بعد يوماً موقعة ما متوسطه مائة قتيل وجريح يومياً معظمهم من المدنيين العزل في أقسى تجل للعنف الطائفي الذي تدفع إليه قوات الاحتلال الأمريكية، ما هي إلا بداية لما يمكن أن يسود في عراق ما بعد (الديمقراطية) في حال ظلت الأمور تسير على هذه الوتيرة التي تنذر بأخطار هائلة على المستوين السياسي الاجتماعي..

والجديد الخطير في المسألة، أنه في الأشهر الأخيرة راحت منظمات شبه علنية باتت تجاهر بما ترتكبه من قتل وترويع، وبتنا نسمع بشكل يومي تقريباً عن ميليشيات جديدة تتشكل في العاصمة ومدن أخرى في شتى أنحاء العراق هدفها إبادة (الطائفة الأخرى) والقيام بخطوات فعلية وجدية في هذا السياق تنبعث منها رائحة الدم العراقي النازف..
وتترافق هذه التصعيدات الكارثية بتصريحات تكاد لا تنقطع لشخصيات حكومية ونيابية هي دون أدنى شك ربيبة الاحتلال ودخلت العراق على دباباته، تؤكد على ضرورة بقاء قوات الاحتلال الأمريكية في البلاد دون أن تحدد الآجال الزمنية لأوان خروجها منه، وكان آخرها ما صرح به (الرئيس العراقي) جلال الطالباني عن وجوب استمرار (التواجد الأمريكي) في العراق لحماية شعبه ووحدته الوطنية!!
ومن المعروف أن وتيرة العنف الطائفي والقومي أخذت ترتفع بشكل كبير مع تزايد الطروحات التقسيمية، وإصرار بعض القوى على طرح الفيدراليات كخيار نهائي للأرض الواحدة وللشعب الواحد، حيث أخذت هذه القوى بدعم وتمويل وتسليح عناصر تابعة لها بشكل أو بآخر، وهذه الأخيرة راحت تقوم بحملات منسقة ضد من تعتبرهم خصوماً أو أعداء من العراقيين وشرعت بارتكاب المجازر العمياء في المدن والساحات والأسواق العامة ودور العبادة، وكل ذلك جرى ويجري برعاية قوات الاحتلال التي كانت وما تزال تسعى بكل السبل لإلهاء العراقيين بعضهم ببعض ليرتاح جنودها الغاصبين.

إلا أن ما يبعث على الأمل الكبير في فشل هذه الممارسات التي تختبئ وراءها مخططات آثمة هدفها تفتيت العراق وإشعال حرب أهلية بين سكانه الذين ظلوا تاريخياً متعايشين بسلام ووئام على أرضه الطيبة، هو التصاعد المذهل للمقاومة التي لم تزل حتى هذه اللحظة تمتلك بوصلتها الوطنية، وتقوم باصطياد عناصر وجنود وضباط قوات الاحتلال بطرق وأساليب متطورة يوماً بعد يوم، موقعة بينهم أفدح الخسائر، مترفعة عن الانزلاق نحو الهاوية التي تدفع إليها بعض القوى الطائفية العميلة وقوات الاحتلال على السواء، ورغم أن هذه المقاومة الإعجازية تعمل بظروف معقدة للغاية، ولا أحد يعلم عنها الكثير، إلا قوة ضرباتها وقدرتها على الاستمرار دون انقطاع منذ بداية الاحتلال والغموض الذي يكتنفها ولم تستطع قوات الاحتلال بأجهزتها وعملائها كسره، كل ذلك يؤكد أنها محتضنة شعبياً وأنها الخيار الحقيقي للشعب العراقي بكافة أطيافه وتلاوينه.. وهذا هو الرهان الأساسي والاستراتيجي..

معلومات إضافية

العدد رقم:
282