الغزو الأميركي مسؤول عن مقتل 250 ألف مدني عراقي

أظهرت دراسات أميركية جديدة متخصصة أن الغزو الأميركي للعراق وتبعاته، تسبب في مقتل ما يزيد على 250 ألف مدني عراقي، بشكل مباشر جراء العمليات العسكرية وتنامي العنف، وبشكل غير مباشر نتيجة لتدمير البنى التحتية وإلحاق الضرر بخدمات الرعاية الصحية وإلقاء القنابل الفوسفورية المضرّة بالبيئة، وما ينتج عنها من مشاكل صحية تؤدي للوفاة.

وذكرت دراسة نشرتها مجلة (لانسيت) الطبية أن غزو العراق في العام 2003 مسؤول عن مقتل 150 ألف مدني على الأقل. وأشارت إلى أن غالبية هؤلاء القتلى، كانوا من الأطفال والنساء. وارتكزت الدراسة على مجموعات عمل من جامعات جونز هوبكنز وكولومبيا في الولايات المتحدة، والمستنصرية في بغداد.
وأجرى عراقيون مسحاً ل808 عائلات، أي 7868 شخصاً، في 33 من أحياء العراق. وفي كل حالة، سأل المحاورون عن عدد الولادات والوفيات منذ كانون الثاني من العام .2002 ثم جرت مقارنة المعلومات المستقاة مع معدلات الوفيات في كل حي، خلال الأشهر ال15 التي سبقت الغزو، وما بعده.
وشرح ليس روبرتس من جامعة جون هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة الذي أجرى الدراسة، أن رقم <100 ألف> (الإضافيين)، ارتكز على ما يسمى بال<افتراضات الوقائية>، مضيفاً أن هذه التقديرات تستثني منطقة الفلوجة، التي تعتبر من المناطق الأعنف. وإذا ما شملتها، سيصبح عدد القتلى 250 ألفاً، منذ اندلاع الحرب التي قادتها الولايات المتحدة.
وذكرت الدراسة أن الاحتلال الأميركي المستمرّ تسبب في اندلاع نزاع أهلي، وتدمير بيئي شامل، وما يتبعه من مشاكل صحية، نتيجة القنابل الأميركية المشعة، وغيرها من أشكال التلوث المهدد للحياة.
كما أن الاحتلال الأميركي تسبب في تدمير البنى التحتية الأساسية، وانصرف عن تصليحها بإهمال، كمجاري المياه وخلافه.
وتبيّن دراسة أجريت على 1000 منزل مدمّر في سائر أنحاء العراق، أن السبب الأكثر شيوعاً للوفاة كان نتيجةً مباشرة لثقافة العنف المتنامية، التي تسببت بها، في المقام الأول، غارات التحالف الأميركي الجوية غير المميِّزة، وما يتعلّق بها من تدخلات عسكرية. وأظهرت الدراسة أن خطر الموت جراء العنف، تماماً بعد الغزو، هو أكبر بمعدل 58 ضعفاً عما كان قبل الحرب.      

معلومات إضافية

العدد رقم:
282