الفصيح وأخيراً وصل!!
مبعوث «الفيل» الأمريكي وصل إلى «الشرق الأوسط» بعد الغرب الأقصى. ولاشك بأنه، ونعني «توني بلير»، نموذج فريد من نوعه للواحد الذي يجمع نصفين معاً:
ـ في نصفه الأول، بريطاني بارد القلب، وفي نصفه الثاني أمريكي ساخن اليدين، ما يستدعي تذكر تلك اللعبة التي يصنع بموجبها رجل العالم الأول الذي كان قبل أيام، الرئيس «بيل كلينتون»، ثم تنحى لحساب «جورج بوش دبليو» الذي فقد قبل أن يربح الرئاسة، تلك الكاريزما التي حملها سابقه بيل كلينتون فبات الرئيس الأكثر خشونة من رئيسة وزراء بريطانيا السابقة «مارغريت تاتشر» وهي من أخذت شكل الضفدع في حرب الخليج الأولى ليأخذ بوش شكل الضفدعة ذاته في الحرب الأفغانية ـ الأمريكية، وليأتي بينهما توني بلير وهو من أخذ ضفدعة تاتشر ـ بوش، ووسامة بيل كلينتون فكان زعيماً ليس كثير الكاريزما، كما ليس كثير «الضفدع»، والمفارقة أنه وفي النصفين ما زال نموذجاً للسياسة البريطانية التي قررت شكلها وروحها وأهدافها أمريكا منذ غياب الشمس عن الإمبراطورية العظمى، وصولاً إلى احتكار شمس العالم في اليد الأمريكية حين باتت أكثر عظمة، لتكون الطلبات البريطانية محددة بشق، محدد، والشق، هو:
ـ افتحوا الطريق أمام البلدوزر الأمريكي:
ـ بلدوزر النفط.
ـ بلدوزر المال.
ـ بلدوزر الإعلام.
ـ بلدوزر المعلومات.
ـ بلدوزر الروك أند رول.
ـ بلدوزر الكوكا كولا.
ـ بلدوزر مادونا.
ـ وبلدوزر تفكيك الجغرافيات لتكون مقولة العصر:
ـ كثيراً من التاريخ وقليلاً من الجغرافيا، والتاريخ الذي لا يعيد المأساة إلا مسخرة، يعيد «حرب الخليج الآن على هيئة «كابول» وخذوها منا:
ـ في حرب الخليج الأولى كان المطلوب تجنيد العرب وتحييد إسرائيل، ولحساب إرهاب المدفع العملاق الذي حمله «صدام حسين» فانكشف الثلج وبان المرج، واكتشفنا أن المدفع العملاق أقصر من نكتة فككت المنطقة العربية، فاستولى «الستولون» وثبت «المتسولون».
ـ وفي حرب كابول أخذت الحجة شكل «بن لادن» ، فصار «المطارد» الأول من المارينز وقوات التحالف التي لا حدود لها في سماء الله الواسعة وصحاريه المقفرة، وتطورت حالة بن لادن ليأخذ شكل الجمرة الخبيثة ولا يستبعد أحد أن يأخذ شكل جديد لمجامر جديدة إن اقتضت الحاجة ذلك، وفي الخليج كما في كابول كان البريطانيون هم العصا الأمريكية التي تتحرك مبتسمة وتفتح الطريق للدبابة الأمريكية ولا نعلم إن كان البريطاني هو الأب الروحي للأمريكي أم «بودي غارديه» وبما أن الإجابة مازالت عصية فثمة ما لا يوحي أن «توني بلير» أب روحي لأنه يفتقد لشيب الملكة اليزابيث وبما أنها مازالت عصية فليس في عضلاته ما يوحي بأنه مارغريت تاتشر فأضاعت الرجل في الحسابات لترجح احتمالاً ثالثاً وهو وحدة «ما يغلبها غلاب»، والوحدة هي هنا:
ـ وحدة الصف الأمريكي ـ البريطاني، وكان عليهما أن يترجما ذاكرتنا العربية البعيدة بترجمة الأغنية المنسية ليكون الاسم الجديد للعالم الجديد هو:
ـ الولايات المتحدة الأمروطانية ـ بعد أن نسي العرب الوحدة العربية باتوا حراس النفط وحراس القرار وحراس الأنفاس الطرية للدبابة الأمريكية، وحراس مقابرهم أيضاً.
ووحدهما:
وحدة ما يغلبها غلاب.
ـ ماذا بعد المدفع العملاق لصدام حسين؟!
ـ بغال عملاقة في طالبان مقابل فيل أمريكي للأمريكان...
* الديك...
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 162