اغتيال الاتحاد السوفيتي.. صيف 1991 ثلاثة أيام هزت العالم

1ـ اشتداد الصراع الأيديولوجي

منذ ظهور ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917 شهد القرن العشرون صراعا أيديولوجيا واقتصاديا اجتماعيا بين النظام الرأسمالي العالمي وهو في أعلى مراحله الامبريالية المتوحشة، وبين النظام الاشتراكي الحديث، وكما نعتقد فأن أهم سمة للقرن الواحد والعشرين ستبقى هي سمة الصراع بين الامبريالية العالمية والاشتراكية.

لقد ناصبت قوى الثالوث العالمية المتمثلة بالماسونية والصهيونية والامبريالية العداء المفرط لثورة العمال والفلاحين منذ عام 1917 وحتى عام 1991، فوضعت هذة القوى عدة سيناريوهات من اجل تقويض الثورة الاشتراكية، ومنها سيناريو الحرب الأهلية ( (1918-192وسيناريو الحرب العالمية الثانية ((1941-1945، وسيناريو الحرب العالمية الثالثة أو مايسمى بالحرب الباردة(1946 1991)، الا ان سيناريوهات قوى الثالوث العالمي للفترة ( (1918-1953قد فشلت فشلا ذريعاً، ويعود السبب إلى وجود قيادة سياسية موحدة ومخلصة وأمينة لشعبها وفكرها الإنساني.

ومنذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي وتسلم خروشوف مقاليد قيادة الحزب والدولة، بدأت بدايات الخطر الجدي على النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي، اذ مارس خروشوف سلوكا تحريفياً وانتهازيا مبتذلا ضد قادة ثورة أكتوبر الاشتراكية وخاصة ضد ستالين؟ فلمصلحة من هذا؟ وكان هذا السلوك اللامبدئي موضع ارتياح كبير لقوى الثورة المضادة داخل الاتحاد السوفييتي وخارجه.

لقد أدركت قوى الثالوث العالمية ومعها كل الرجعية العالمية بان عدوها الأيديولوجي والاقتصادي والعسكري هو الاتحاد السوفييتي، فلابد من العمل على تقويض هذا الخصم وبأي وسيلة وثمن، وبالوقت نفسه أدركت هذه القوى الرجعية انه لا يمكن تحقيق هدفها لا بالحرب العسكرية ولا بالحصار الاقتصادي، فاختارت الأسلوب «الأمثل» ألا وهو العمل الجاد من اجل اختراق «قيادة» الحزب الحاكم وتقويضه من الداخل.

وفي عام 1946، أعد دلاس رئيس جهاز وكالة المخابرات المركزية الاميركية والحاصل على أعلى درجة «مرتبة» في التنظيم الماسوني العالمي وهي 33 أي درجة الأستاذ العظيم، خطة جاء فيها:

سوف نستخدم كل ما لدينا من ذهب وثروات مادية أخرى من اجل استغفال المواطنين... وإشاعة الفوضى... نحن سنجد لنا شركاء في الرأي وحلفاء في روسيا!!.

وبهذا الخصوص تشير الكاتبة والصحفية السوفيتية «ناديجدا غاريفوليينا» إلى أن «استراتيجية الغرب قد وجدت لها عددا غير قليل من المساعدين داخل البلاد تمثلوا بالطابور الخامس وعملاء النفوذ الذين تاجروا بالبلاد بالمفرق والجملة». _ والغريب _ في الأمر استطاعت قوى الثالوث العالمية ان تحيط «قيادة» الحزب الشيوعي السوفييتي _ منذ السبعينات وحتى مجيء الخائن غورباتشوف_ بمستشارين سياسيين واقتصاديين صهاينة وماسونيين و(طابور خامس)، فهل جاء هذا مصادفة ؟ وهل قيادة لجنة أمن الدولة (k.g.b) لم تعرف بذلك؟!.

وكما يوضح الرفيق اوليغ شينين السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفييتي الحالي إلى أن «يوري اندروبوف» كان قد مهد التربة لتحقيق هذه العمليات، فمن جهة اتخذ «الأمين العام الغامض» في العامين 1982 ـ1983 تدابير إدارية… ولكن من جهة أخرى _ ولعل هذا هو المهم _ دفعت في عهده شخصيات معينة من أمثال غورباتشوف، وياكوفلييف، وشيفرنادزه، ويلتسين وكثير غيرهم لإشغال مناصب ذات مسؤولية، واحتكر هذا الفريق بالذات وسائل الاعلام الجماهيرية التي لعبت الدور الأساسي في تضليل الشعب وفي التمهيد الأيديولوجي لإسقاط السلطة السوفييتية.

2 اللغز المبهم ؟

إن الحدث الذي وقع في آب عام 1991، كان ولايزال حدثا ولغزا مبهما ولم يتم الكشف الكامل عن الأبعاد والخفايا السرية لعملية الاغتيال الكبرى (اغتيال الاتحاد السوفييتي) بالرغم من ان منفذي هذه العملية لايزالون على قيد الحياة!! يصعب على القارىء والسياسي خارج الاتحاد السوفييتي. «ناهيك عن ان غالبية المواطنين السوفييت لغاية اليوم لم يعرفوا لماذا! وكيف حدث ذلك! …»، ان يتصور كيف يتم تفكيك دولة عظمى كاالاتحاد السوفييتي إلى دويلات «مستقلة» ومن الداخل ومن قبل «قيادة» الحزب الحاكم نفسه وبدون إطلاق طلقة واحدة ؟ والقارىء من حقه أن يطرح أسئلة كثيرة ومنها «أين قيادة جهاز لجنة أمن الدولة ((k.g.b؟، واين دور المارشالات في الجيش السوفييتي؟ وأين دور أعضاء الحزب السوفييتي البالغ عددهم نحو 20 مليون عضو؟ واين الطبقة العاملة والفلاحون والكمسومول الشيوعي…؟!.

إن عملية تفكيك الاتحاد السوفييتي وتقويض تجربة البناء الاشتراكي لا يمتان بأية صلة أصلا إلى «فشل» أو «عجز» النظرية الماركسية اللينينية كنظرية علمية، أو «فشل» الاشتراكية كنظام سياسي واقتصادي اجتماعي كما زعم ويزعم «منظرو» النظام الرأسمالي العالمي وأعلامهم المأجور الذين أيدهم في هذا «الاستنتـــاج« اللاعلمي واللاموضوعي بعض الانتهــازيين والتحريفيين في «قيادة» بعض الأحزاب الشيوعية سواء في بلدان رابطة الدول المستقلة ودول أوربا الشرقية، أو في دول أوربــا وبــــلدان آسيا وأفريقيا وأمريكا الاتينية، فهولاء «القادة» و «الكوادر» أصبحوا أداة منفذة في يد ممثلي الطغمة المالية العالمية، وشكلوا تيارا معاديا للفكر الاشتراكي والشيوعي في العالم.

أن الاشتراكية والاقتصاد الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي ودول أوربا الشرقية لم يعانيا من أزمة حادة يمكن أن تؤدي بهما إلى الانهيار والفشل مثلا، كما هو شأن النظام الرأسمالي الذي واجه أزمة حادة وشاملة خلال الفترة ( (1929-1933، وخاصة الاقتصاد الرأسمالي الأميركي.

إن بعض المشاكل والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي ظهرت في أواسط السبعينات من القرن الماضي في الاقتصاد الاشتراكي السوفييتي، هي مشاكل وصعويات طبيعية يمكن أن تظهر في عملية البناء الاشتراكي، وكان بالإمكان معالجة ذلك ووضع الحلول الجذرية لها، وهذه المعالجات لن تكلف القيادة السوفييتية إنفاقا استثماريا كبيرا بالرغم من ان الاتحاد السوفييتي كان بلدا غنيا في موارده البشرية والمادية، الا ان المشكلة كانت تكمن بالرأس، أي في قيادة الحزب الحاكم نفسه!!

3ـ أخطا ء غير مبررة!!

نعتقد أن الخطاْ لا يكمن في النظرية الماركسية اللينينية ولا في الاشتراكية كنظام سياسي واقتصادي اجتماعي بل يكمن في قيادة الحزب والسلطة.

من أهم الأخطاء غير المبررة هي: عدم الفهم السليم للنظرية وعدم تطويرها وأغنائها بما يتلاءم والواقع الموضوعي، وعدم تطوير الديمقراطية عبر سلطة الطبقة العاملة كشكل لنظام الحكم في الاتحاد السوفييتي، والعمل على تجميد النظرية وعبادتها وهذا مخالف لجوهر النظرية نفسها، وعدم تطبيق الديموقراطية الاشتراكية في الحزب والمجتمع، وتفشي البيروقراطية داخل الحزب والسلطة وتحول الحزب من حزب طليعي يقود الشغيلة لبناء الاشتراكية والشيوعية إلى جهاز بيروقراطي إداري، وعدم التجديد المستمر لقيادة الحزب والسلطة بكوادر شابة كفوءة ومخلصة للفكر والوطن والشعب، وصعود «قيادات» و«كوادر» في الحزب اتصفت بالانتهازية والتحريفية والنفعية وكان هدفها الأول الحصول على الامتيازات المادية وغير المادية والعـداء الخفي للفكر الاشتراكي والسلطة السوفييتية، وخير دليل على ذلك ما قاله غورباتشوف بأن «كل حياتي كانت مكرسة للنضال ضد الشيوعية».

4ـ نهج تخريبي

إن نهج ما يسمى بالبريسترويكا خلال الفترة (1985ـ1991) لم يكن وليد مصادفة، بل هو نهج تم التخطيط والإعداد له مسبقا بالتنسيق والتعاون بين قوى الثورة المضادة في «قيادة» الحزب والسلطة وحلفائهم في الغرب الامبريالي.

ان هذا النهج الكارثي قد أوصل بالبلاد السوفييتية إلى حالة الفوضى والإرباك وفقدان الحزب والسلطة السوفييتية هيبتهما واحترامهما وسط الجماهير، وبسبب تردي الأوضاع ووصول البلاد إلى حالة التفكك والانهيار، وبموافقة غورباتشوف تم تشكيل لجنة الدولة للطوارىء في 19ـ21/8/1991 وضمت في عضويتها الجنرال فلاديمير كريوتشكوف رئيس (الكي. جي. بي)، والمارشال دميتري يازوف، وزير الدفاع السوفييتي، وبوغو وزير الداخلية، وهؤلاء أعضاء في المكتب السياسي للحزب الحاكم وغيرهم من الأعضاء، إلا أن هذه اللجنة لم تفعل أي شيء بل أعطت الحجة «لعملاء النفوذ» وهم في قيادة الحزب والسلطة بالنزول إلى الشارع ومقاومة لجنة الدولة للطوارىء، وفي اليوم الأول لم يبلغ عدد الجماهير المساندة للانقلاب المضاد أكثر من 1000 شخص يمثلون رثة البروليتاريا والسكيرين....

ولكن قيادة هؤلاء قيادة غير روسية من أمثال غافريل بوبوف وغينادي بوربوليس، وخلال ثلاثة ايام تم توزيع الفودكا والاكل و بكميات كبيرة وبالمجان طبعا ؟! وفي اليوم الثالث وبعد اعتقال قادة لجنة الدولة للطوارىء بلغ عدد المؤيدين «للديموقراطيين» الروس من 5000 إلى 6000 مواطن فماذا يعني هذا الحضور والتأييد للانقلاب المضاد إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن عدد سكان الاتحاد السوفييتي 300 مليون نسمة تقريبا ؟!

5ـ برقيــة سريــة !

بتاريخ 19/8/1991 وجه الرفيق أوليغ شينين سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي برقية سرية تحمل رقــم تسي/116u/116  جاء فيها: «إلى السكرتير الاول للجنة المركزية للحزب الشيوعي في الجمهوريات السوفييتية، وإلى السكرتيرين الاوائل في اللجان المنطقية والمحلية للحزب ارتباطا مع إعلان حالة الطوارىء في البلاد اتخذوا الإجراءات بهدف مشاركة الشيوعيين لمساندة لجنة الدولة للطوارىء في الاتحاد السوفييتي، واهتدوا عمليا بنشاطاتكم وفقا للدستور الاشتراكي السوفييتي، وباجتماع اللجنة المركزية، غيرها من الإجراءات سوف نبلغكم لاحقا».

وتشير الصحفية السوفييتية «غاريغولينا» أما بقية أعضاء المكتب السياسي فقد جبنوا ولم يحركوا حتى أصابعهم من اجل إنقاذ الاتحاد السوفييتي .

6 لجنة غير فاعلة ؟!

لم تكن لجنة الدولة للطوارىء جادة وحاسمة في اللحظة التاريخية الحاسمة وهذا يعود إلى عدة أسباب من أهمها:

- غياب القيادة السياسية الموحدة والقرار المبدئي والحاسم، وكان على لجنة الدولة للطوارىء ان توجه نداء للشعب السوفييتي والطبقة العاملة والكمسومول من خلال وسائل الاعلام والتلفزيون للنزول للشارع وإعلان التأييد والتضامن مع لجنة الدولة للطوارىء، وكان على هيئة رئاسة مجلس السوفييت الاعلى ورئيس البرلمان لوكيانوف ان يعقد مؤتمرا طارئا للمجلس في 20/8/1991 لمناقشة الاوضاع الخطيرة وكون أعضاء لجنة الدولة للطوارىء لم يستخدموا صلاحياتهم التي نص عليها الدستور السوفييتي بهدف الحفاظ على الاشتراكية والسلطة السوفييتية، وان قيادة لجنة أمن الدولة و«جهاز الاستخبارات العسكري _ غرو _« لم يشعروا بمسؤوليتهم التاريخية تجاه شعبهم ووطنهم وحزبهم ونظامهم الإنساني العادل، ولم تكن هناك ضرورة لأن ينزل إلى شوارع موسكو الجيش السوفييتي والذي لم يفعل أي شيء مما زاد الطين بلة كما يقال وبرزت الخيانة في " قيادة " الحزب الحاكم، فأين دور 19 مليون عضو في الحزب الشيوعي الروسي من هذه الأحداث ؟ هذا هو فايروس الخيانة العظمى‍‍‍‍‍ !!.

7ـ مواقف مبدئية معلنة

يشير الرفيق شينين إلى أن «هناك سبباً أخر، ألا وهو الخيانة التي أصابت مجتمعنا ليس في عام 1991 بل قبل ذلك التاريخ أي منذ عام 1985.. اذ وضع هؤلاء هدفا رئيسيا لهم وهو أن يفككوا الاتحاد السوفييتي و يقضوا على الاشتراكية ويصبحوا أغنياء، ويحولوا الشعب إلى عبيد .. إن كارثة بلادنا في انه وجدت «قيادة» قادت البلاد لا صلة لها لا بالسلطة السوفييتية ولا بالحزب الشيوعي ولا بالاشتراكية».

وكما يؤكد اوليغ شينين «كيف يمكن أن نفهم ان بعض اعضاء لجنة الدولة للطوارىء قالوا في مؤتمرهم الصحفي ان صديقنا غورباتشوف مريض.. وقريبا سوف يلتحق بنا، فاي مساعدة كان يتوقع أعضاء لجنة الدولة للطوارىء أن يحصلوا عليها من الشعب السوفييتي؟ وكان من الضروري عند عودة يلتسين مخمورا ان يتم اعتقاله فورا، لأنه اقدم على خرق الدستور الاشتراكي السوفييتي، إلا أن لجنة الدولة للطوارىء لم تتخذ ذلك.. قليل من الدم في تلك الفترة أفضل مما يجري الآن، اذ يقع مئات الالاف من القتلى وملايين من الجرحى، بالإضافة إلى عشرات الملايين من المواطنين السوفييت المشرديـن».

وكما يبين الرفيق شينين إلى انه كان من «الممكن استخدام أسلوب القوة لحل المشكلة من اجل الحفاظ على الاتحاد السوفييتي، وكانت كل السلطة في يد القيادة السوفييتية (المقصود الجنرال كريوتشكوف، والمارشال يازوف والجنرال بوغو) وكان على أعضاء لجنة الطوارىء ان يسيروا بالأمور إلى النهاية». ثم يؤكد شينين «انا على يقين من ان وكالة المخابرات المركزية والموساد عملوا سوية من اجل تقويض الاتحاد السوفييتي».

وفي 8 ـ 9/12/1991 اجتمع كل من يلتسين وكرافجوك (أوكرانيا) وشوشكيفيج (بيلوروسيا) في مينسك وقعوا اتفاقية لاقانونية وغير شرعية اصلا وكان معظمهم سكارى واعلنوا استقلال جمهورياتهم وحل الاتحاد السوفييتي وبنفس الوقت اتصل يلتسين بالرئيس الأميركي بوش يبلغه بانتهاء عملية الاغتيال وغياب الاتحاد السوفييتي من الخارطة السياسية. فأين دور قيادة ((kgb؟ واين دور قيادة الجيش السوفييتي؟ وأين دور قادة كوادر وأعضاء الحزب ؟ وأين دور رئاسة البرلمان السوفييتي من كل هذه الأحداث؟

‍ وفي 25/12/1991أعلن الخائن غورباتشوف نهاية دوره في مسرحية الاغتيال الكبرى وأعلن استقالته من رئاسة الحزب والدولة السوفييتية وطالب بحل الحزب الشيوعي السوفييتي ؟ إن خطة آلان دالاس هتلر قد تم تنفيذها بالكامل تقريبا من خلال تنفيذ المشروع العالمي المعروف باسم «البريسترويكا» «فقادة» و«كوادر» الحزب الحاكم هم الذين نفذوا ما يسمى بالبريسترويكا، مستخدمين مواقعهم الهامة في الحزب والسلطة، وان الغالبية العظمى من هؤلاء كانوا ولا يزالون أعضاء في المحافل الماسونية المحلية والعالمية.

لقد اعتمدت قوى الثالوث العالمية والفاتيكان على حلفائها في داخل الحزب والسلطة وهؤلاء الحلفاء شكلوا النواة الرئيسية لقوى الثورة المضادة بهدف تفكيك الاتحاد السوفييتي إلى دويلات «مستقلة» وأنفقت قوى الثالوث العالمي بهدف «نجاح» عملية اغتيال الاتحاد السوفييتي منذ عام 1946 وحتى عام 1991 مبلغا فلكيا يتراوح ما بين 13 و 15 تريليون دولار!.

هناك حقيقة موضوعية يدركها الغالبية العظمى من أعضاء الحزب والشعب، وهي أن العناصر غير الروسية التي احتلت أهم المواقع الحزبية وخاصة في الميدان الأيديولوجي والإعلامي الحزبي واهم المواقع في السلطة التنفيذية والتشريعية كانت وراء عملية تفكيك الاتحاد السوفييتي وهؤلاء شكلوا النواة الرئيسية لقوى الثورة المضادة التي تحالفت مع قوى الثالوث العالمية والفاتيكان من اجل تنفيذ الجريمة النكراء التي وقعت في نهاية القرن العشرين. يقول لينين عن الخيانة «في السياسة لا يوجد فرق بين الخيانة بسبب الغباء .. أو الخيانة بشكل متعمد ومحسوب لها».

 

■ د. رائد الفلاحي

معلومات إضافية

العدد رقم:
229