قراءة في  336ساعة

حتى الفتات المتروك من الكعكة العراقية لم تتمكن الدول التي كانت معارضة للحرب على العراق من الحصول على قطعة منها.

خرجت من الوليمة لمحاولتها الدفاع عن حقوقها السابقة في العراق من دون أي فائدة، دون ذكر للخسارة الكبيرة التي تكبدتها جراء خسارتها لمميزاتها في المنطقة إثر خوض أميركا لهذه الحرب. فوجدت هذه الدول نفسها تقف أمام مجموعة من التغيرات الجذرية التي تقوم بها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية على أرض الواقع في وقت سيعاد فيه رسم الخرائط وتوزيع المهام بين القوى الجديدة، أو الساعية لأن تجد لنفسها موطئ قدم.

في أسبوعين حصل الكثير ومن هنا نقرأ، ونرتب الأحداث في 336 ساعة.

تدخلات مباشرة من الاتحاد الأوربي في الملف الإيراني، وهو الذي اعتاد غالباً العمل والوصاية عن بعد، ومن ثم وقوفها قبل زيارة كولن باول بكثير على ملف دارفور المتفجر عبر الصحافة الأوربية والأمريكية، ليتولى الاتحاد الأوربي المجابهة بشكل مباشر، ومن ثم إبداء التقييمات وإقحام نفسها في التغيرات المصرية الأخيرة. وتتوج الأحداث في تدخل فرنسا المباشر في العلاقات اللبنانية السورية، ووقوفها بشكل مباشر خلف المشروع المقدم إلى الأمم المتحدة، بغض النظر عن الآليات التي سمحت بذلك من الجانب السوري أو اللبناني. وكان من الأخبار البارزة التي تم التعتيم عليها هو تهديد وزيرة ألمانية بالإقالة إثر وصفها الحرب على العراق بالإرهاب، فلم تكن الوزيرة المسكينة مدركة أن خطبتها جاءت متأخرة، وأنها ستهدد العلاقات الأمريكية الألمانية والأوربية عموماً والتي بدأت بالتعافي للتو.

ولاختصار الوقت وكي تدخل روسيا في الدائرة، يقتحم مجهولو الهوية والتمويل والأهداف مدرسة ابتدائية لتقحم روسيا بشكل أكثر مباشرة في الصراع مع عدو أميركا المجهول وغير واضح المعالم أيضاً، وتسارع إسرائيل في عرض خدماتها الاستخبارية -التي باتت معروفة- على الرئيس بوتين.

 في الساعات الـ336 حدثت مجموعة هائلة من التطورات من جنوب السودان مروراً بمصر ففلسطين فسورية فالعراق وإيران..

وتوجت هذه التغيرات بمجموعة من أخبار صفحات الجرائد الداخلية بفضائح استخباراتية شملت إسرائيل واميركا على وجه الخصوص ومجموعة من الدول الأخرى عموماً، ومن المعروف أن هذه الفضائح تطفو على السطح مع اقتراب الأحداث الجسيمة.

 

■ المحرر

معلومات إضافية

العدد رقم:
229