الغيارى
رائع هو عديد الغيارى، الذين انتفضوا لكرامة نساء العراق، إثر إلغاء مجلس المحكومين قانون الأحوال الشخصية الذي سنـته جمهورية تمــوز؛ حتى لـكأن الناس كانوا ينتظرون يوماً كهذا لـيـفصحوا عما في صدورهم، بعد أن أمسى مجلسُ المحكومين حجراً طوطما، يـعبـد ولا يمس، بل أنّ مدَونات المجلس الشنيعة قضتْ بتحريم وتجريم استعمال كلمات عربية مثل المقاومة والجهاد، وربما اتســع الخرق على الواقع، فحرمت كلمات أخرى مثل الاستعمار والجلاء.
نحن نعرف أن الاحتلال استـبدل به التحالف، وأن اللصوص صاروا مؤتمنين على المال العام، وأن الخونة صاروا أولياء على العباد، لكننا سنظل نعرف، ويوماً بعد يوم، خوارق أخرى، من قَــبيل أن بريمر الثالث ملك العراق أكثر حرصاً على إماء الله، منا، نحن، عبيد الرحمن الجهـلة في أرض العراق.
هل انتفاضة الغيارى هذه بدايةُ السبيل إلى حـل عقدة اللسان ؟
هل سنَـفـقه القول؟
هل سـتُـفلِح المرأة العراقيةُ في تحرير الرجال قلباً ويداً ولسانا؟
إن لم يستطع الغيارى احتمال الصمتِ إزاء ما تعرضت له المرأة، فكيف يستطيعون احتمال الصمت إزاء استعمار ســافر، تقليدي، وفي منتهى القســوة؟.
لندن 2004/1/19
■ سعدي يوسف
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.