وحدة الشعب العراقي لمواجهة الاحتلال ولانتزاع الاستقلال الوطني المقاومة العراقية والاحتلال الأمريكي وجهاً لوجه
لم يعد صدام ذريعة لتبرير بعض الأطراف العراقية هروبها من المقاومة أو مخاوفها منها، ولم يبق في الميدان إلا الاحتلال والمقاومة وجهاً لوجه.
كما أنه لم تعد ثمة أية حجة لحصر العمل «بالمثلث السني» أو الأصح المثلث الوطني كما صرح أحد قادة المقاومة السرية. فالوطن العراقي يتقاسمه الآن بعد اعتقال صدام أمريكيون حاكمون، وعراقيون محكومون، وليس ثمة أي أمل بالأمريكيين، وإلا فسيكون كأمل إبليس بالجنة. الأمريكيون لا يعرفون إلا مصلحتهم وهم على استعداد للانقلاب على أعوانهم إذا وجدوا أن مصلحتهم تقتضي ذلك كما جرى مع السعودية ومع محمود عباس.. والقائمة طويلة.
■ اعتقال صدام حسين ليس في مصلحة الأمريكيين لأنهم جعلوا منه فزاعة لتخويف العراقيين من عودته وعودة حكمه الديكتاتوري الدموي لتحييد قسم كبير من العراقيين حتى لا يشتركوا في مقاومة الاحتلال الرابض على صدورهم.
■ قوبل اعتقال صدام بارتياح دولي وتحفظ عربي واحتفال قسم من العراقيين.
في سورية
■ وقال وزير الإعلام السوري: إن سورية لا تبني موقفها على مصير الأفراد، وعبر عن أمله في أن تتحقق للشعب العراقي القدرة على تحقيق سيادته وزوال الاحتلال عن أرضه بما يهيئ الأجواء أمامه في أقرب فرصة لاختيار حكومته الحرة.
■ كان باعتقاد عدد من السوريين أن صدام لم يعتقل بل قرر الأمريكيون إعلان مكان وجوده خدمة لبوش في حملته الانتخابية وكان هناك إجماع على أن المقاومة ستتصاعد بعد اعتقاله.
وقال عماد فوزي شعيبي: إن ما حصل هو «حرق لورقة استراتيجية، وأن العد التنازلي لخروج الأمريكيين من العراق بدأ، لكن الخطر هو احتمال الانتقال إلى هدف آخر بعد زوال فزاعة الأمريكيين لدول الجوار وللشعب العراقي».
وقال أيمن عبد النور: كان الأمريكيون يعرفون مكان وجوده منذ شهور، وعندما صار مفيداً لهم إعلان مكان وجوده فعلوا ذلك.
وقالت طالبة جامعية: الهدف من إعلان اعتقال صدام خدمة بوش في حملته الانتخابية.
■ الكويت كانت الدولة العربية الوحيدة التي سارعت إلى الترحيب بنبأ اعتقال صدام وجرى إطلاق رصاص الفرح ونظمت حلقات للرقص في بعض مناطق العاصمة.
■ أما في مصر فقد عبر وزير الخارجية المصري أحمد ماهر، عن أمله بأن يساهم اعتقال صدام في تسريع عملية نقل السيادة للعراقيين وانسحاب القوات الأجنبية.
■ وفي فلسطين بينما امتنعت السلطة الفلسطينية عن إصدار أي رد فعل قالت حركتا حماس والجهاد: إن اعتقال صدام لن يكون نهاية المقاومة العراقية وطالبت الشعب العراقي بالاستمرار في مقاومة الاحتلال الأمريكي حتى يتم إجلاؤه.
نهاية صدام
بعد أن سقط ذظام صدام حسين، وأصبح ذلك بحكم المنتهي، يسعى العراقيون اليوم لبداية تجديد وحدة الوطن العراقي، ويأتي اعتقاله نهاية تفتح الباب أمام:
1. غد مختلف للعراق عن أمس الطغيان.
2.حاضر لطغيان جديد في ظل الاحتلال الأمريكي.
والشيء الهام عند الحديث عن غد العراق ومستقبله توحيد جهود العراقيين بمجموعهم لطرد قوات الاحتلال عن أرض العراق. و يجب أن لايكون هناك أدنى وهم بأن الاحتلال الأمريكي قد جاء إلى العراق لتخليصه من طاغيته وفتح باب الحرية أمام شعبه المقموع والمضطهد والمغيب تماماً عن القرار، وتعليمه أصول الديمقراطية وأبجدية الانتخابات.
ولايغيبن عن البال أيضاً أن اعتقال صدام حسين سيوحد العراقيين لمواجهة الاحتلال ولانتزاع الاستقلال الوطني واستعادة وحدة دولتهم.
ومن ناحية أخرى أن سقوط صدام سيمكن العراقيين من توحيد نظرتهم، ومن ثم مواقفهم من صورة مستقبلهم في وطنهم الذي لم يعد إليهم بعد. فقد صار من الممكن النظر إلى مستقبل العراق من خلال وضعه الراهن، بأنه بلد الاحتلال.
لقد سقطت اليوم، بكل الأحوال، المعادلة التي كانت تقول: أن الأولوية هي للخلاص من النظام، وبعدها يجري الالتفات إلى مقاومة المحتل «الذي أعاننا على الخلاص من الطاغية»!.
إن العراقيين باتوا اليوم في مواجهة مصيرهم...
■ عادل الملا
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.