الرئيس الأسد: الرياض تتآمر على دمشق

كشف مصدر دبلوماسي عربي بارز في المنامة لـ«الأخبار» أن الرئيس السوري بشار الأسد اتهم قيادة المملكة العربية السعودية بالتآمر على سورية، وبالعمل لقلب نظام الحكم فيها.

وأوضح المصدر أن الأمين العام للجامعة العربية سأل الأسد عمّا إذا كان رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان سيزور دمشق قريباً، فرد الأسد بأن لا علم له بهذا الأمر، لافتاً انتباه ضيفه إلى أن سورية عاتبة على القيادة المصرية فقد سبق أن سأل الأسد شخصياً الرئيس المصري عن عدم زيارته دمشق، ورد الأخير بأنه ينوي القيام بها ولكن في ظروف أفضل، ليتبيّن لاحقاً أن الرئيس المصري لا يريد أن تنزعج منه السعودية إن هو زار سورية.

كما أبلغ الأسد موسى أن الرئيس المصري لم يؤدّ دوراً مساعداً في لمّ الشمل العربي، بل عمل حتى على عدم انعقاد القمة العربية في دمشق، وأنه زار البحرين وطلب من ملكها المساعدة على نقل مقر القمة إلى شرم الشيخ، ثم قرر خفض مستوى تمثيل مصر في القمة.

كذلك شرح الأسد لموسى وبإسهاب تفاصيل ما تقوم به القيادات الرئيسية في المملكة العربية السعودية ضد سورية الدولة، وضد النظام فيها، عارضاً أمامه الوقائع عن مواقف واتصالات أجراها الملك عبد الله ووزير خارجيته سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات مقرن ومسؤول الأمن القومي بندر بن سلطان، من أجل جر «الأجنبي الغربي» إلى غزو سورية وضرب النظام فيها، أو التحضير لأعمال تهدد النظام العام وتهدف إلى قلب النظام في سورية.

وقال المصدر الدبلوماسي إن موسى خرج من هذا اللقاء بانطباع عن صعوبة تطبيع قريب للعلاقات بين سورية والسعودية، وسمع كلاماً حاداً من الأسد عند إثارة ملف العلاقات مع إيران.

وحسب المصدر، فإن موسى اقترح على الأسد، بصفته رئيساً للقمة، أن يوافق على تأليف لجنة تعمل على حوار عربي- إيراني لمعالجة ما سمّاه موسى المشكلات القائمة حالياً. 

وحسب المصدر، فإن الأسد رد رافضاً الفكرة، قائلاً: «تريدون تأليف لجنة حوار بين العرب وإيران، وهذا يعني أن هناك مشكلة عربية- إيرانية، فهل تقول لي ما هي مشكلة المغرب أو الجزائر أو مشكلتك أنت كمواطن مصري مع إيران؟ ومن قال لكم إن هناك مشكلة لبنانية أو سورية أو فلسطينية مع إيران؟ نعم هناك مشكلة للسعودية مع إيران، وهي ناتجة من قول السعودية إنها تعاني من موجة تشييع مفترضة، وهي ليست صحيحة.  وبالتالي، فلتذهب السعودية وتعالج مشكلتها هي مع إيران، ولكن لن أقبل بأن يجري تحميل العرب كافة مسؤولية السياسة السعودية، لأن لا وجود لمشكلة عربية- إيرانية». 

جريدة «الأخبار» اللبنانية