قمة الثماني والأزمة المستمرة!
راتب أحمد راتب أحمد

قمة الثماني والأزمة المستمرة!

لاقت نتائج انعقاد مؤتمر الدول الثماني الذي جرى في كامب ديفد رضا جميع المشاركين فيه بالرغم من عدم تبني المناشدة التي طرحتها المستشارة الألمانية ميركل عن ضرورة اعتماد سياسة النمو عوضا عن سياسة ضخ الأموال في السوق وقد كانت القمة معقودة في سعي الدول الصناعية لإيجاد حل للأزمة الاقتصادية المستعصية في هذا المؤتمر تم التركيز والمراهنة فيها على مقدرات أوربا في الخروج بحلول مناسبة مع عدم تبني رأي المستشارة الألمانية،

 وقد لفت هذا الرفض الانتباه بالرغم من اتباع الرئيس أوباما سياسة إرضاء كل الأطراف ومن اللافت أنه تم تبني مواقف اقتصادية سياسية في معالجة مشاكل التضخم وزيادة الاستهلاك وتراجع نسب النمو هذا وحملت القمة اتفاقا على القرارات السياسية في حدها الأدنى وهو مؤشر على التباعد العميق في وجهات النظر.

فقد قال الرئيس اوباما (لقد اتفقنا جميعا على أن أولوياتنا هي النمو وفرص العمل وأضاف أن نمو الاقتصاد الأوربي لمصلحة الجميع) ولم توضح القمة ما إذا كان هناك تقارب في سياسات الرئيسين الأمريكي والفرنسي وبدا أن هناك تحفظ على الموقف السياسي بين البلدين بالرغم من أنهما طرحا السياسة الاقتصادية نفسها في بلادهما من حيث برامج التحفيز الاقتصادي الحكومي

ويبدو أن تركيز ميركل انصب على عدم فعالية برامج التحفيز الاقتصادي الذي تم اتباعها منذ قمة 2008 قد جعل الرئيس أوباما أكثر تحفظا في طرح سياسته الاقتصادية من نظيره هولاند المنتخب جديدا والذي وعد ناخبيه بتطبيق هذه السياسة.

ميركل ركزت بشدة على عدم قدرة دول الثماني المثقلة بالديون اعتماد سياسة التحفيز الاقتصادي لحل الأزمة المالية مما حدا بجميع الأطراف اتباع الحلين معا.

 وأكد البلاغ الختامي للقمة على الثالوث المكون من «الادخار وتحفيز النمو والقيام» بإصلاحات هيكلية. وباختصار «افعل ما شئت»، أي أن كل بلد يستطيع أن يتبنى خطة سياسية دون الرجوع للشركاء الآخرين.

إن هذه الدول التي تعاني من العجز بسبب ديون شركات القطاع الخاص والمستثمرين، وكذلك حسابات الاستثمار في مشاريع البنية التحتية تعيش محاولات عقيمة لحل أزمتها المستعصية وتعتمد على حلول خلبية من التقشف لاتحقق سوى زيادة عدد الخارجين عن العمل وبالتالي زيادة عدد الفقراء في العالم دون استثناء شعوبها، إن الخلافات بدت أكثر وضوحاً بين الدول الأعضاء بعد أن قالت الشعوب الأوربية كلمتها وعادت إلى الشارع، لتفرض على زعمائها كلمتها هي، أو تطيح بمن عاند، وحسب تحليلات العديد من المراقبين إن موقف الشارع الأوربي سينعكس حكما على موقف النخب البرجوازية الحاكمة، مما يضع احتمال ازدياد حدة التناقضات الأوربية الأمريكية من جهة، والتناقضات الأوربية الأوربية من جهة أخرى، باختصار إنها أزمة تشكيلة اقتصادية اجتماعية كاملة استنفذت الدور التاريخي.