الإدعاءات الإسرائيلية... هل هي تمهيد لعدوان وشيك؟!
تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة التهديدات والتحذيرات من نشوب حرب شاملة تندلع شراراتها من الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية لتشمل المنطقة بالكامل.
تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة التهديدات والتحذيرات من نشوب حرب شاملة تندلع شراراتها من الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية لتشمل المنطقة بالكامل.
حدثان في الأسبوع المنصرم سيطبعان المنطقة بطابعهما لفترة طويلة من الزمن.. الانتخابات النيابية اللبنانية التي جرت يوم الأحد في 7/6، والانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت مع صدور هذا العدد من قاسيون في 12/6..
فنتائج الانتخابات اللبنانية لها دلالات عميقة، أما مجرى التحضير للانتخابات الإيرانية فيحمل بحد ذاته دلالات ذات أهمية قصوى..
ما كنّا ولن نكون من أنصار التهويل الذي يتعمد تخويف الجماهير، ولسنا كذلك ممن يؤثرون السلامة والفوز بما غنموه من أموال الشعب مثل قوى السوق والسوء. إن واجبنا الوطني يدعونا إلى التحذير الجدي من خطر العدوان المرتقب وعدم الاستهانة بالأهداف العدوانية الداهمة، التي تضمنها قرار مجلس الأمن رقم 1559 والموجه ضد سورية ولبنان، بغض النظر عن المزاعم والحجج التي استند إليها مقدمو مشروع القرار والتغييرات التي جرت على صيغته الأولى وإقراره بالصيغة النهائية المخففة من حيث الشكل حتى أمكن تمريره بسرعة قياسية غير مسبوقة بتاريخ الأمم المتحدة.
فيما أكدت معطيات الانتخابات اللبنانية التي جرت مؤخراً لجوء قوى الموالاة، بدعم من بعض الدول العربية، لتمويل استقدام عشرات آلاف المهاجرين اللبنانيين بهدف واحد يتمثل في التصويت لمرشحي 14 آذار، ومن ثم المغادرة، أكد موقع المنار أن فصيلة الضابطة الإدارية في قوى الأمن الداخلي اللبناني أوقفت الأربعاء (10/6/2009) الشقيقتين جوزيفين وجورجيت موسى أثناء مغادرتهما مطار بيروت بعدما تم العثور بحوزتهما على جوازات سفر إسرائيلية.
لا زالت التصريحات الأميركية المصوبة على سلاح المقاومة في لبنان والواصفة له بالإرهابي والمهدد للأمن والاستقرار متواصلة، وجديدها التركيز على مزاعم خطر هذا السلاح على الأمن الأمريكي لدرجة اعتباره أخطر من تنظيم القاعدة!!
وسط معطيات «تدويل» و«تداول» مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعدما كلف الرئيس اللبناني ميشيل سليمان سعد الحريري بذلك، برزت خلال الأسبوع الماضي سلسلة اتصالات وزيارات من أكثر من عاصمة إقليمية ودولية باتجاه مثيلاتها (الرياض، دمشق، باريس، بيروت، واشنطن)،
كشفت صحيفة «وورلد تريبيون» الأمريكية النقاب عن أن جيش (الاحتلال) الإسرائيلي قد قام بتكثيف تدريباته مؤخرا ًاستعدادا ً لخوض حرب أخرى مع حزب الله.
ونقلت الصحيفة في هذا الشأن عن مسؤولين تأكيدهم على «أن إسرائيل قامت بالفعل بوضع برنامج تدريبي من شأنه أن يَعُد القوات القتالية على عبور الحدود إلى داخل لبنان على وجه السرعة، ومن ثم العمل على تدمير شبكة المخابئ والأنفاق الخاصة بحزب الله جنوب نهر الليطاني». كما أشار هؤلاء إلى «أن هذا البرنامج التدريبي كان يهدف إلى التقليص بشكل كبير من فرص الدخول في حرب مستقبلية مع حزب الله». وذكّرت الصحيفة بمبادرة «وقف إطلاق النار» التي تم التوصل إليها في عام 2006 بعد 34 يوما ً من القتال.
بات واضحاً الآن أن الإدارة الأمريكية بلسان رئيسها وكبار معاونيه ـ باول، رامسفيلد، رايس ـ حددت مسرح الجولة الثانية من حربها الكونية ـ التي أعطتها اسماً مغايراً لحقيقتها ـ فإذا هي حرب إسرائيلية بالكامل، مكانها يتحدد لاحقاً حسب مقتضيات التحالف الإمبريالي ـ الصهيوني، وحسب ما كان يحدث دائماً عشية أية حرب عدوانية تشنها إسرائيل أو أثناءها أو بعدها ضد بلد أو أكثر من البلدان العربية…
في يوم إغلاق تحرير هذا العدد، أقر مجلس الوزراء اللبناني في جلسة عقدها في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، البيان الوزاري للحكومة الذي أعدته لجنة الصياغة والذي من المرجح أن يطرح أمام البرلمان لنيل الثقة على أساسه يوم الاثنين المقبل.
بفرحة ممزوجة بالفخر والاعتزاز, استقبلت الشعوب العربية نبأ المعركة البطولية التي نفذها حزب الله, وأسر جنديين إسرائيليين. ولكن أغلب القادة العرب أبوا إلا أن يطعنوا هذا الانتصار في الظهر ووصفوه بمغامرة غير مسؤولة ولا محسوبة العواقب بل إن بيان مبارك وعبد الله الحسين أدانا العملية قبل إسرائيل، وحملوا حزب الله مسؤولية العدوان الهمجي على لبنان الذي لم يوفر بشرا ولا حجرا قصفا وتقتيلا وتدميرا..