الإدعاءات الإسرائيلية... هل هي تمهيد لعدوان وشيك؟!

تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة التهديدات والتحذيرات من نشوب حرب شاملة تندلع شراراتها من الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية لتشمل المنطقة بالكامل.

ويلاحظ أن مراكز البحث ووسائل الإعلام على اختلافها تتناول هذه المسألة من زاوية أن حزب الله يمتلك صواريخ متقدمة تهدد اسرائيل. كذلك، واصل المسؤولون الإسرائيليون الترويج لذلك وطرحوا ادعاءات كثيرة بهذا الشأن، بينما وجهت واشنطن وتل أبيب رسالة من عدة معان إلى اكثر من جهة تحديدا إيران عندما أعلن عن نجاح تجربة الصواريخ التي أطلقت في كاليفورنيا بتمويل أمريكي لهذا المشروع بلغت تكاليفه حتى الآن أكثر من ملياري دولار.

ومع أن بعض المصادر تعتقد بأن ادعاءات وتقارير وتصريحات رؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية حول صواريخ حزب الله هدفها التحذير من المس بميزانياتها خلال عرض الميزانية العامة للدولة على الكنيست من خلال افتعال المشاكل وتضخيم خطورة الأوضاع على الجبهة الشمالية، إلا أن مصادر أخرى لا تستهين بهذه المواقف والادعاءات وترى أن المنطقة تندفع بقوة نحو حرب شاملة تعتقد إسرائيل أن المرحلة الحالية حيث الانشغال الأمريكي في الانتخابات من أفضل المراحل لإشعالها تحت حجج وذرائع شتى.

خلايا استخبارية نشطة

ونقلت (المنار) عن مصادر مطلعة قولها، إن هناك خلايا استخبارية تابعة للموساد والمخابرات الأمريكية تعمل بتنسيق وثيق ومشترك وبنشاط في مناطق مختلفة من لبنان، واستنادا إلى تقارير إسرائيلية فان هذه الخلايا بدأت أعمالها قبل أكثر من شهرين لنزع فتيل تهديد الصواريخ الإيرانية الموجودة بحوزة حزب الله. وتقول هذه التقارير إن هذه الخلايا الاستخبارية تعمل بشكل منفصل وبمهام مختلفة عن مهمة خلايا الموساد والعملاء داخل لبنان الذين ينشطون في تتبع وملاحقة عناصر من حزب الله، كما حصل عندما اغتيل مؤخرا احد قادة الحزب الميدانيين الذي تربطه علاقات قوية مع المنظمات الفلسطينية.

الخلايا المشتركة الجديدة لجهاز الموساد وجهاز المخابرات الأمريكية تسعى إلى ما أسمته التقارير الإسرائيلية بتأمين الجبهة الشمالية الإسرائيلية ونزع فتيل تهديدها وسحب البساط من تحت أقدام إيران وحزب الله لمنعها من تهديد امن المنطقة في المستقبل من خلال استخدام شحنات الصواريخ التي يتم تخزينها منذ حوالي العام في مخازن ومواقع سرية في مناطق مختلفة من لبنان، وتشير التقارير إلى انه استنادا إلى معلومات متوفرة عند هذه الخلايا فان هذه الصواريخ تم تخزينها في مناطق بعيدة عن الجنوب اللبناني لكنها في ذات الوقت قريبة من الطرق الرئيسية المؤدية إلى منطقة الجنوب من اجل تسهيل عملية نقلها واستخدامها في حال حدوث أي طارىء.

عمل الخلايا الاستخبارية

أما عمل الخلايا فقد بدأ على المستوى الاستخباري وجمع المعلومات من اجل تحديد مواقع الأهداف حتى يتم تدمير تلك المخازن من خلال حملة عسكرية جوية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل يتم اطلاع جهات رسمية في المنطقة عليها قبل التنفيذ، فالولايات المتحدة وإسرائيل كما يقول التقرير لا تستطيعان التسامح مع التهديد الإيراني عبر حزب الله وجهات أخرى تعمل عبر الحدود، والإيرانيون يحاولون من خلال هذه الشحنات الصاروخية بعيدة المدى إلى حزب الله الاحتفاظ بهامش مناورة خاص متقدم لهم ضد مصالح أمريكية وإسرائيلية.

وتضيف التقارير الإسرائيلية إن هذه الشحنات من الصواريخ وفق معلومات استخبارية لن تكون تحت الإشراف والمسؤولية المباشرة لحزب الله، بل ان وحدة خاصة متدربة على تشغيل وإطلاق هذه الصواريخ التي في غالبيتها من تطوير الصناعات العسكرية الإيرانية، وان قائد هذه الوحدة موجود في بيروت. وتدعي التقارير الإسرائيلية أن إسرائيل والولايات المتحدة تسعيان إلى منع حرب شاملة في المنطقة من خلال نشاطهما الاستخباري داخل لبنان لكشف الخطر الاستراتيجي الذي يهدد إسرائيل، خاصة وان تل أبيب، على حد زعم هذه التقارير، ترغب في منع أي تدهور على الحدود من حيث القضاء على هذا الخطر ومنع الطرف الثاني من الضغط على الزناد، وتضيف التقارير أن إسرائيل والولايات المتحدة نقلتا مؤخرا رسائل تؤكد فيها ضرورة وضع يد الحكومتين اللبنانية والسورية على مخازن هذه الصواريخ حتى لا يقدم حزب الله أو أي طرف على إشعال حرب شاملة تتضرر بنتائجها كل الدول في الشرق الأوسط إلا أن حزب الله ولبنان وسورية وإيران مثلث واحد وجهات تعمل بتنسيق مشترك، وزعمت التقارير الإسرائيلية إن هناك معلومات تفيد بتزويد سورية لحزب الله قذائف متطورة لمزيد من التهديد لإسرائيل وتحسبا لأية أخطار قد تتهدد سورية في المرحلة القادمة.

شارون وأجهزته الاستخبارية

تقول التقارير الإسرائيلية انه ليس غريبا استدعاء «اريئيل شارون» مؤخرا إلى جلسة الحكومة رئيس الاستخبارات العسكرية «اهرون زئيفي بركش» من اجل مناقشة خطر الصواريخ والقذائف المتطورة الموجودة في أيدي حزب الله التي يتراوح مداها من 115 ـ 120كم إضافة إلى صواريخ يتجاوز مداها الـ 120كم، ولا تستبعد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وجود صواريخ بمدى يزيد عن120 كم في حوزة حزب الله. التقارير الاستخبارية تؤكد أن هناك أكثر من 1300 قذيفة يصل مداها إلى 25 كم وتستطيع إصابة جميع التجمعات السكنية الإسرائيلية في منطقة الجليل، وقذائف متطورة تستطيع الوصول إلى مدينة «الخضيرة».

المعلومات التي عرضها «بركش» أمام «شارون» بشكل سري قبل أشهر وتتحدث عن نفس الخطر نقلها شارون آنذاك إلى الإدارة الأمريكية وجهات رسمية جاءت من واشنطن إلى تل أبيب للاطلاع على هذه المعلومات السرية، التقارير الإسرائيلية تؤكد ان واشنطن وتل أبيب متفقتان على ضرورة الوصول إلى أماكن تخزين القذائف والصواريخ واستهدافها وتفجيرها إما من خلال القصف الجوي بإطلاق صواريخ ذكية أو من خلال خلايا تعمل على تنفيذ المهمة بهدوء وسرية.

وتدعي التقارير الإسرائيلية أن قسما من هذه الصواريخ ربما جرى تخزينها في العاصمة بيروت لتأمين عدم الوصول إليها من جانب إسرائيل وعملائها، وان حزب الله اعد مخازن خاصة في مناطق مختلفة من لبنان على مدار أشهر عديدة قبل وصول شحنات وقذائف الصواريخ من إيران جوا إلى سورية وبرا إلى حزب الله.

 

وتختتم التقارير بان إسرائيل لن تظل مكتوفة الأيدي ولن تواصل الانتظار إلى حين تنفيذ التهديدات التي تتوقعها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
229