عرض العناصر حسب علامة : لبنان

دمتم بخير لأول مرة، وفي أسوء سيناريوهات التاريخ: إسرائيل والبلطجية (العرب) في خندق واحد !؟

عشرات الضحايا، أطفال، نساء، شيوخ، دماء بمئات الكيلو غرامات سالت صباح الأحد الفائت، فروت مرّة جديدة، تراب قانا أرض الصمود والتضحية، جثث، رؤوس، أياد، أرجل، وما تبقى من أشلاء. التقطت من تحت أنقاض ملجئ توهّم ضحاياه أنه سيقيهم بربرية النازيين الجدد!!

مناظر تقشعر لها الأبدان في كل جسد بشري، عربي أو أجنبي، مسلم أو مسيحي لا بل حتى ملحد!!

وهل في تقييم رؤية أطراف وأذرع الضحايا دين أومنطق!

على المحك فلنغيّر دفّة الصراع

ما يجري في لبنان أبعد اتساعاً من كونه حرباً على حزب الله فحسب. كل هذا الدمار والإجرام لآلة الحرب الإسرائيلية، الذي فاق كل حروبها السابقة على هذا البلد، لا يمكن تفسيره فقط بمخطط أميركي – إسرائيلي لتركيع «الّلا» المقاومة في المنطقة وإلغائها على نحو كلّي.

حتماً إن هذا التفسير منطقي وجاد وعلمي..

لكن هنالك ما هو أبعد من ذلك..

وهذا ما يمكن تلمسه في قراءة مبسطة لما يجري في المجتمع الإسرائيلي.

أوراق خريفية قانا.. إلى شعوب العالم

طفئوا المصابيح أيها الناس

تبدّدي أيتها الغيوم البيض

اغربي عن وجهي أيتها الشمس

كفّي عن الوثب أيتها الأرانب

امتنعي عن الغناء أيتها العنادل

فلْتتوقف عن الشدْو جميع المزامير

ولْيعمّ الظلام الكون

ولْينتشر هباب الفحم في أصقاع الأرض

ولْتنتحر العصافير ملقيةً بنفسها في أشداق الثعالب

ولْتسرح الغربان في السماء والأفاعي في الأرض

ولْيُسمع صوت النعيق والنهيق والنقيق

ولْتتخثر الدماء في عروق السلام

ولْتنبعث الهمجية في شريان الحرب

فقانا حزينة.. قانا حزينة..

● ● ●

ماذا تقول يا صاحبي " المارون بين الكلمات العابرة "

- قبل أيام قليلة قلت لي: ذاب الثلج وبان المرج, واليوم أسألك: أما زال المرج واضحا أمام عينيك تراه بكل امتداداته, وتبصر ما فيه من زرع وضرع أم أن المناظر عادت وغطتها السحب الكثيفة من جديد لتحيلها إلى متاهة تختلط فيها الرؤية أمام عيون العابرين فتتعثر خطاهم بألف مطب ومطب؟!

● إن أردت الواقع, لقد اختلطت عندي المناظر, واضطربت الرؤية, وصار من الصعب على أمثالي استيعاب الأمور, فكيف أتبين حقيقة ما أراه أمامي من مشاهد, وفي المقدمة منها وجوه الحكام وقد تجهمت وهم يواجهون عدسات كاميرات محطات التلفزيون ليدلوا بما «لديهم»

قانا.. والشعر وحكام العرب

كتب الشاعر الراحل نزار قباني قصيدة مطولة إثر مذبحة قانا الأولى عام 1996، ندد من خلالها بالتخاذل العلني للحكام العرب، والبربرية الهمجية للصهاينة والأمريكان، نورد منها بعض مقاطعها التي ما تزال قادرة على التعبير عن هول ما جرى في المذبحة الثانية!!

والثقافة أيضاً تقول «لا» لمدعي نصرة الحرية ناشر لبناني يرفض جائزة أمريكية

اعتذر الكاتب والناشر اللبناني ناجي نعمان، صاحب دار نعمان للثقافة عن عدم قبول ميدالية الحرية العالمية لعام 2006 التي منحه إياها المعهد البيوغرافي الأمريكي في كارولينا الشمالية احتجاجا على ما يجري في لبنان وفلسطين والعراق. وقال نعمان في بيان نشر في بيروت:

قانا.. زهرة الشوك.. صرخة الأمل..

النار التي ما انفك يزرعها في البراري والحقول والقرى المتكئة على خاصرات التلال، ستتفجر عما قليل بركاناً في وجهه الخالي من القسمات.. وصرخات الألم الناعمة لصغار كانوا يحلمون بألوان ناصعة الفرح.. والأزهار البرية التي كانت تشمهم ويشمونها في طقس حميمي، وجاء من عالمه الرمادي ليقذفها بالأساطير المستبدة، ستولد بعد رحيل الحديد على أصوات البلابل في رحم الأغنيات..

قراءة عميقة في أبعاد المواجهة الدائرة في لبنان وآفاقها المتوقعة.. حرب طويلة، متدرجة ومتدحرجة وفاصلة المقاومة حددت تاريخ بدء المعركة لأنها كانت تتوقعها

أجرت (سيريا نيوز) لقاء مطولاً مع د. قدري جميل تحت عنوان:«قراءة عميقة في أبعاد المواجهة الدائرة في لبنان وآفاقها المتوقعة..» الذي أسهب من خلال رده على الأسئلة في الحديث عن المخططات الأمريكية – الصهيونية في المنطقة والعالم، ومن جملة ما أكده د. قدري في هذا اللقاء أن «حزب الله حاول تحديد تاريخ لبداية المعركة، وعدم انتظار تاريخ أمريكي إسرائيلي لها»..

هذا اللقاء تم في 19/7/2006 أي قبل الرسالة المتلفزة التي خاطب بها السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الجماهير العربية عبر تلفزيون المنار في الخامس والعشرين من الشهر ذاته، والتي تحدث من خلالها عن معلومات تسربت إلى قيادة حزب الله تفيد بأن الأمريكان والصهاينة كانوا يستعدون لشن حرب عدوانية خاطفة على لبنان في أواخر أيلول أو في بداية تشرين الأول 2006 للإجهاز على المقاومة، فجاءت عملية «الوعد الصادق» بمثابة خطوة استباقية لها جردت المعتدين من عنصر المفاجأة، عبر امتلاك المقاومين زمام المبادرة والمباغتة الذي أربك كل من الإدارة الأمريكية وحكومة وجيش الاحتلال الصهيوني..

ومن الجدير ذكره أن د. قدري جميل كان قد حذر في إحدى الندوات التي جرت العام الماضي 2005 والتي غطتها ونشرتها الزميلة «سيريا نيوز» في 27/4/2005، من حرب عدوانية كبيرة ستشنها إدارة الصقور الأمريكية (المحكومة بالحرب) بالتعاون مع ربيبتها الصهيونية في عام 2006 بغية تغيير وجه المنطقة وتفتيت بنى الدول والمجتمعات فيها، إذ قال د. قدري وقتها حرفياً: «إن واشنطن لا بد أنها مقبلة على حرب جديدة في العام 2006, فالأرقام المعبرة عن أوضاع الميزانية الأمريكية تؤكد تأزم الوضع من جديد مما يعني أن واشنطن بحاجة إلى حرب جديدة, وهذا معنى عبارة (أمريكا محكومة بالحرب)».

وفي العموم فإن اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ظلت تنبه من المخططات الصهيونية والمشاريع الإمبريالية الأمريكية الجديدة، وتحذر منها في جميع وثائقها في السنوات الخمس الماضية، الأمر الذي ما فتئ يؤكد صوابية رؤيتها واستشرافها وتحليلها، وخطابها السياسي والفكري والاقتصادي – الاجتماعي..

وفيما يلي النص الكامل للقاء المنشور في (سيريا نيوز):

• المحرر

مبدأ خيار المقاومة.. لابديل عنه الاعتداء على النجف وكربلاء سيؤسس لانتفاضة مديدة

أقام حزب الله في لبنان مساء يوم 18 أيار الجاري مهرجاناً جماهيرياً للإعلان عن«النصرة والتأييد للشعب العراقي المظلوم»، ألقى فيه السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ«حزب الله» خطاباً هاماً أكد فيه أن العتبات المقدسة في النجف ليست مسألة نجفية والعتبات المقدسة في كربلاء ليست مسألة كربلائية، إنهم يعتدون على كل المسلمين في العالم. وأن الحل الوحيد المتاح هو مغادرة النجف وكربلاء والابتعاد عن هاتين المدينتين، على طريق جلاء الاحتلال عن كل العراق.