الاختناقات المرورية في دمشق!
تشكل الاختناقات المرورية في دمشق أحد الاشكالات المقلقة في العاصمة، وتترك تأثيرات اجتماعية واقتصادية عامة وخاصة، تؤثر سلباً على مصالح الوطن والمواطن، والمأساة تكمن في أنه لاتوجد حلول سريعة لمعالجة هذه المشكلة.
تشكل الاختناقات المرورية في دمشق أحد الاشكالات المقلقة في العاصمة، وتترك تأثيرات اجتماعية واقتصادية عامة وخاصة، تؤثر سلباً على مصالح الوطن والمواطن، والمأساة تكمن في أنه لاتوجد حلول سريعة لمعالجة هذه المشكلة.
عندما كنا طلاباً في مرحلة التعليم الابتدائي في أربعينيات القرن الماضي، كنا نشارك في كثير من الإضرابات والمظاهرات الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي. ومن تلك المرحلة الغابرة علقت في الذهن أحداث لا تنسى ومنها على سبيل المثال الذكريات التالية:
في حينا الشعبي حي الأكراد بدمشق مدرستان ابتدائيتان هما مدرسة الصاحبة ومدرسة الملك العادل وقريباً من أطراف الحي الملاصقة لحي الصالحية مدرسة الرشيد. وكانت هذه المدارس هي الوحيدة في المنطقة المذكورة، ولا وجود لمدارس إعدادية أو ثانوية، لا في حينا ولا في باقي أحياء المدينة، وفي وسط المدينة تنتصب التجهيز الأولى (إعدادي وثانوي) وإليها يفد الطلاب من كل أنحاء المدنية.
في اتصال هاتفي من أحد العاملين في مركز طوارئ دمشق للإسعاف السريع... تحدث بحرقة قلب عن أمور تكاد لاتصدق وتصل لدرجة اللامعقول.. لكنها أمور موجودة على أرض الواقع تكون نتيجتها حياة وصحة المواطنين.. فإذا كانت صحة الإنسان من أولويات الأمور.. فإن هذا المركز بحاجة «لإسعاف سريع» إنقاذاً لحياة الناس، وتوفيراً للشروط الإنسانية الضرورية للعاملين في هذا المركز.
قام سكان حي الورود في دمر من محافظة دمشق في 22/6/2002 بتوجيه كتاب رقم /77/ يطالبون فيه الجهات المسؤولة بإزالة خط توتر منخفض يمر فوق منازلهم ويعرضهم لمخاطر جسيمه.
انعقد في دمشق صبيحة يوم 19/12/2003، الاجتماع الوطني الثالث لوحدة الشيوعيين السوريين، وقد حضر الاجتماع الرفاق أعضاء لجان التنسيق والمبادرة من المحافظات السورية، الذين يمثلون مختلف الفصائل الشيوعية، إضافة لبعض الضيوف من شخصيات وطنية ومفكرين وسياسيين.
تميزت دمشق أقدم عاصمة مأهولة في العالم إضافة إلى جبل قاسيون الذي يحضنها حضن العاشق بمعشوقة بمعلم هام هو نهر بردى الذي يتدفق من منبعه في سهل الزبداني على سلسلة الجبال السورية شمال غرب دمشق ويصب في بحيرة العتيبة جنوب شرق مدينة دمشق، ماراً بمدينة دمشق القديمة والغوطة ليصب في نهاية المطاف في بحيرة العتيبة 40 كم شرق دمشق، وتعتبر غوطة دمشق التي كانت تحيط بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم من المعالم المهمة في دمشق أيضاً.
شهدت دمشق يوم 29/11/2003 تظاهرة بمناسبة ذكرى صدور قرار تقسيم فلسطين، واحتجاجاً على العدوانية الامبريالية الأمريكية الصهيونية، وقد شارك في التظاهرة عشرات الرفاق من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، إضافة الى العديد من القوى والفعاليات السورية والفلسطينية.
وقد حمل المتظاهرون العديد من اللافتات التي تندد بالعدوانية الأمريكية والصهيونية، كما حملوا الأعلام السورية والفلسطينية، ورددوا الهتافات المعادية لهما. كما أحرق المتظاهرون الأعلام الأمريكية والاسرائيلية.
فجأة عمت دمشق قبل سنوات حمى الأقراص المدمجة (CD) لتشهد المدينة في كل يوم افتتاح محل جديد، ويتعثر المارة بين كل زقاق وآخر بباعة جوالين افترشوا الأرض بمجموعة من الأقراص، وفجأة وجد هؤلاء الباعة أنفسهم عاطلين عن العمل، بعد البدء بتطبيق قانون حماية حقوق الملكية الفكرية.
تزداد استفحالاً يوماً بعد يوم أزمة المياه لا في دمشق وحدها، بل على مستوى البلاد كلها، فكمية المياه في سورية تعتبر محدودة، وهذا بدوره يؤدي إلى وجود سقف للمساحات المروية، ويقابله زيادة في عدد السكان وبالتالي زيادة الطلب على الغذاء ومياه الشرب والمياه بشكل عام. وأمام هذه المعادلة غير المتوازنة يجب التفكير الجدي للوصول لحل لهذه الأزمة.
ففيما يخص دمشق هناك عدة حلول كانت قد طرحت مراراً ويبدو أن الرأي قد استقر على استجرار مياه فائض حوض الساحل، حيث أعلنت الجهات المسؤولة عن مناقصة عالمية لذلك الموضوع،واستدرجت عروضاً من سبع عشرة شركة عالمية، وهي تدرس حالياً في مؤسسة مياه الشرب بدمشق. ولكن المطلوب هو الإسراع بإنهاء الدراسة وأجراء عملية التعاقد للبدء في تنفيذ المشروع. تبلغ مساحة حوض الساحل نحو 50049 كم2، ومتوسط الموارد المائية السنوية فيه تبلغ 2335 مليون م3 (المياه السطحية 1557 مليون م3، والمياه الجوفية 3778 مليون م3).
إن حاجة مدينة دمشق لاستهلاك مياه الشرب وسطياً تقدر بـ 680 ألف م3 في اليوم على مدار العام، بينما الإنتاج الإجمالي اليومي على سبيل المثال في شهر شباط لعام 2001 كان 210 آلاف م3 من مياه نبع الفيجة بالراحة و50 ألف م3 من مياه النبع ذاته بالضخ، و127 ألف م3 من آبار بردى و93 ألف م3 من آبار دمشق فيكون مجموع ما يضخ في اليوم هو 480 ألف م3، ويكون النقص في الإنتاج اليومي 200 ألف م3. وهو مؤشر خطير، ففي شهر آب تحديداً يبلغ النقص نحو 590 ألف م3، لأن الحاجة في هذا الشهر تكون 850 ألف م3. أمام هذا الواقع يأتي مشروع استجرار مياه من حوض الساحل كحل مقبول مؤقتاً. أما الحل الجذري لمسألة المياه في سورية فيكمن في مشروع تحلية مياه البحر ويبدو أن لا مناص من ذلك في المستقبل. وحتى يتم استجرار مياه الساحل لابد من اتخاذ بعض الإجراءات الضرورية للتخفيف ما أمكن من استنزاف وهدر هذه الثروة الوطنية خاصة ونحن مقبلون على فصل الصيف وسنواجه اشتداد الأزمة.
وأهم هذه الإجراءات:
1. إيقاف الاعتداء على شبكة مياه الشرب.
2. تأمين عدادات لمناطق المخالفات التي تستجر المياه بشكل غير نظامي في بعض أماكنها وهي كثيرة، وبشكل سريع وفوري.
3. العمل على إلزام مؤسسة مياه الشرب بتركيب العدادات لهذه المناطق ثم يتم تحصيل قيمة العدادات حسب الأصول في جباية الأموال العامة لأن كثيراً من المواطنين في هذه المناطق لا يملكون ثمن العداد.
4. القيام بحملات إعلامية لإرشاد المواطنين للحد من الهدر وتوجيههم إلى تخفيض الاستهلاك.
■ التخطيط خير من التخبيط..
■ د. سعد الحافظ: «في مصر، يذهب الفرعون ليأتي فرعون آخر يلغي إنجازات السابق»!