هدايا ترابية للعام الجديد
هدية رأس السنة هذا العام لم تكن ككل عام وربما هي ليست هدية العام الجديد بل ختام العام الماضي لإغلاق صفحة وفياته التي تضخمت بحروب الأعدقاء الأمريكان.
هدية رأس السنة هذا العام لم تكن ككل عام وربما هي ليست هدية العام الجديد بل ختام العام الماضي لإغلاق صفحة وفياته التي تضخمت بحروب الأعدقاء الأمريكان.
يتفق أن للتاريخ رائحته الخاصة.... لمرور الزمن قلقه الخاص.... لتراكم السنين متعة امتلاك الرؤية، وربما مازال شعراؤنا يحلمون برائحة الياسمين التي كنا نسمع عنها أطفالاً، ومازال التاريخ محط اهتمام كبارنا من الباحثين، لكن أسوار دمشق صارت لعبة سياحة غريبة لاتحمل رائحتها ولا نرى آثار الزمن عليها إلا في حلم الحكايات القديمة، هكذا نحن نفخر بدمشق كأقدم عاصمة في التاريخ لكننا لن نسمح للأجيال القادمة بالشعور بهذا الفخر، فأقدم ما سيجدونه في زوايا عاصمتهم القديمة هي الكتب التي تحكي التاريخ.
شاغلو المقسم 128 (تنظيم عدوي-إنشاءات) فوجئوا بإنذارات وجهت لهم من قبل محافظة دمشق تطلب منهم إخلاء منازلهم في موعد نهائي هو 15/9/2004 وذلك دون إرضاء الشاغلين أو تأمين سكن بديل لهم علماً أن ساكني المقسم الذكور لا يملكون أي سكن بديل أو إمكانية مادية لتأمين سكن.
يقول لي أحد الأصدقاء (وهو بالمناسبة محق في قوله) أن التصميم الهندسي لبناء المحافظة تصميم معقد بحيث يخلو من أية ذائقة معمارية، كما أن الداخل إلى هذا المبنى يشعر بالرهبة والغربة لكثرة السراديب المفضية إلى غرف موظفي البناء.
تشتهر مدينة دمشق بأسواقها المنتشرة في كل مكان، وفي دائرة لا يتجاوز قطرها 200متر في شارع الثورة سوق يسمى سوق الحرامية وهكذا درجت التسمية منذ عشرات السنين وهنا الجميع يشتري ويبيع وأصوات الباعة تتعالى ولا يخلو الأمر من بعض المضاربات بالسعر وبعض المشاجرات التي غالبا ما تكون من افتعال الشرطة أو بعض الجهات الأخرى المدعومة وبين الحين والآخر يفتتحون مزادا لبعض الأشياء.
منذ آواخر التسعينات من القرن المنصرم اتفقت عدة وزارات على وقف كسارات «إحضارات البناء» عن العمل في منطقة السلمية بدمشق حفاظا ًعلى البيئة وسلامة ضاحية الأسد السكنية بسبب التفجيرات غير التقنية بالمقالع.
إلى نقابة عمال البناء والأخشاب بدمشق ومن خلالها لكل المسؤولين في الدولة
كما في كل مرة، نعود إلى الأيام المتشابهة نفسها، تتشابك الأيدي الفارغة والبيضاء، تشد على بعضها كعناق عاشقين، أحياناً تنطبع القبلات على الأكتاف والخدود، كما في كل مرة، كما في كل هذه الأيام المتشابهة.
تضم مدرسة قدسيا الأولى المختلطة للتعليم الأساسي ما يزيد عن 1500 تلميذاً وطالباً، وتتحمل العبء الأكبر من حجم الاستيعاب المطلوب والمتزايد في هذه الناحية المكتظة بالسكان في محافظة ريف دمشق.
رفع عينيه عن قطعة الخشب الصماء وقد أضحت في ثوان بين يديه غابة ساحرة من الألوان، أفلت الفرشاة من بين يديه ونهض يحضر إبريق الشاي بعد أن غطت رائحته الزكية على روائح الأصبغة وعبق الأخشاب، يبدو أن الوقت قد حان لسماع الحكاية، الحكاية المتشابكة كتلك الخطوط الساحرة..