ركن الدين تلاعب علني بسعر الغاز
أزمة غاز بدأت تتفاعل على مستوى الوطن في المناطق الآمنة..فكيف في المناطق المتوترة.؟
أزمة غاز بدأت تتفاعل على مستوى الوطن في المناطق الآمنة..فكيف في المناطق المتوترة.؟
يعتبر الوطن والالتصاق به والإحساس والانتماء اليه، شعوراً فطريّاً غريزيّاً يعيشه معظم السوريين مهما طالت الأزمة، وطال أمدها وكبر معها حجم الخسائر البشرية والمادية.
مصر: اتفقت شركة الغاز المصرية التابعة لوزارة البترول مع شركة "غازبروم" على استيراد سبع شحنات من الغاز المسال الروسي، على أن تصل الشحنة الأولى في مطلع كانون الأول المقبل. وقال وزير الصناعة والتجارة المصري منير فخري عبد النور الجمعة 12 أيلول، الذي يقوم حالياً بزيارة إلى روسيا على رأس وفد تجاري، قال إن مصر ستكون مستعدة لاستقبال هذه الشحنات وتحويلها وضخها عبر الأنابيب لتغطية احتياجات المستهلكين.
عبر المواطنون السوريون عن استيائهم نتيجة الارتفاع المفاجئ الذي أصاب سعر أسطوانات الغاز، ولاسيما بعد وصوله إلى أرقام فلكية في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها البلاد منذ شهور، فبعد شهرين من مسلسل الفوضى وفقدان الغاز وحرمان معظم المناطق السورية من هذه المادة الرئيسية، وخصوصاً حمص ودمشق وريفها، فجع الناس بزيادة السعر الرسمي لأسطوانة الغاز ليصل إلى 400 ل.س في مراكز توزيع الغاز الحكومية، بعد أن كانت تباع بـ 275 ليرة، وقد بدا غضب الشعب ونقمته على الحكومة واضحاً، ولاسيما أن كان يرجو من وزارة الاقتصاد لجم طمع التجار، والحد من تجاوزاتهم، وضبط الأسعار التي وصلت إلى حدود 1000 ليرة سورية في بعض المناطق، ناهيك عن شجع التجار واحتكارهم والتلاعب والغش والسرقة الحاصلة في الكثير من الأحيان..
عادت أزمة الغاز لتطفو على السطح محتلة المرتبة الأولى بين مجمل الاختناقات التي تعاني منها المحروقات، وذلك بعد تعرض معمل تعبئة الغاز في عدرا بريف دمشق إلى اعتداءات متكررة، آخرها كان سقوط قذائف هاون واستمرار الاشتباكات في محيطه.
يأتي اشتداد الأزمة الشاملة في سورية مع قرب انتهاء العام الثاني لظهورها، وانعكاساتها الحادة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبنية لتكرّس المزيد من التدهور، ولتعمّق الكثير من المآسي الإنسانية بكل تجلياتها المعيشية والأمنية في العديد من المناطق في المحافظات.
أن تجد جرة غاز بـ 1200 ليرة فهذا يعني أنها متوفرة، وأن تجد كالون مازوت بـ 2000 ليرة هذا أيضاً يعني أن لا أزمة مازوت في السوق، وأن تجد من يبيعك ربطة الخبز بخمسين ليرة فهذا دليل على أن الزحام على أبواب الأفران افتعال يجب أن نبحث عمن يقف خلفه وأمامه.
«مافي مازوت» « مافي غاز» «مافي خبز»... عبارات يتردد صداها على امتداد شوارع وأحياء المدن السورية، لكن الغريب أنه لا تخلو حارة أو طريق عام من باعة متفرقين افترشوا الأرصفة ليبيعوا ما ليس موجوداً في مكانه بسعر مضاعف ثلاث مرات وسطياً، هذه السوق (السوداء) ظهرت مترافقة مع بدء الأحداث في سورية، وتنامت مع توافر عوامل موضوعية وفردية أسهمت في تعميقها وامتدادها لتشمل مواد أخرى..
تم التطرق في العدد رقم 593 تاريخ 10/3/2013 لقاسيون من بعض ما تعانيه العديد من أحياء حمص من مشاكل اقتصادية وصحية وتموينية، خصوصاً بنوعية الخبز و غياب الرقابة التموينية سواء لطريقة التوزيع أو نوعية المنتج، يضاف الى ذلك شيء جديد يتعلق هذه المرة بتأمين مادة الغاز لقسم كبير من حي المهاجرين.
في شهر آذار/ مارس 2010، أصدرت «الهيئة الأميركية للمسح الجيولوجي»، التابعة لوزارة الداخلية، تقريرها حول «تقديرات مخزون موارد النفط والغاز غير المكتشفة في حوض المشرق من البحر المتوسط»، يفيد بأن حجم المخزون الممتد من أعلى السواحل السورية إلى جنوب سواحل فلسطين المحتلة وغزة يقدر بنحو 122 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي في أعماق المياه، بل أن الحوض هو الأثرى في العالم بالغاز