مساكن هنانو في حلب... معاناة لا تنتهي
لا تزال معاناة الأهالي في حي مساكن هنانو تتواصل، هذا الحي الواقع في شمال شرق المدينة، ويقسم إلى قسمين: الأوَّل يضم قسماً عشوائيًاً من البيوت العربيَّة والبناء غير المنظَّم، والثاني المنظَّم يضم مبانيَ من تنفيذ الإسكان العسكري والإنشاءات العسكريَّة، خلال سنوات الحرب كانت حصتها من الدمار غير قليلةٍ، ما زاد من تردِّي الواقع الخدميِّ، إذ يعاني السكَّان من انقطاع التيَّار الكهربائيِّ منذ سنوات، لتضرر البنى التحتيَّة للكهرباء، إضافةً إلى شبكات المياه، وانتشار مكبَّات النفايات العشوائيَّة بين الأبنية المدمَّرة.
أزمة الكهرباء وعبء «الأمبيرات»
يعتمد سكَّان حي مساكن هنانو على «الأمبيرات» كمصدرٍ بديل للتيَّار الكهربائي، ما يشكِّل عبئاً ماليّاً ثقيلاً على معظم الأسر ذات الدخل المعدوم. ورغم تقدُّم الأهالي بشكاوى عديدة يطالبون فيها الجهات المعنيَّة بالإسراع في مد الحي بشبكة الكهرباء، مؤكِّدين أنَّ انقطاع الخدمة عن المنطقة مستمرُّ على الرغم من أنَّ الخط الكهربائي الذي يمدُّ قلب المدينة بالكهرباء يمرُّ بالقرب من المنطقة وفق رواية الأهالي. لكنَّ المشكلة تتمركز في أنَّ الأضرار في الكابلات المغذيَّة أو محطَّات التوزيع أو الشبكة الخاصَّة في تلك المنطقة التي تعرَّضت للتخريب والسرقة.
ومع إعلان الشركة العامة لكهرباء محافظة حلب عن مواعيد بدء فترات التغذية الكهربائيَّة في الأحياء والمناطق السكنيَّة اعتباراً من 13/ تشرين الأول/2025، إلَّا أنَّ أهالي هنانو ينتظرون تنفيذ هذه الوعود على أرض الواقع.
اختلالات النقل وغياب الرقابة:
يواجه سكَّان الحيِّ معاناةً إضافيَّةً تتمثَّل في اختلال عمل خطِّ «سرفيس هنانو» للنقل، إذ إنَّ المركبات في معظم الأحيان لا تلتزم بالوصول إلى نهاية الخط، بل تعود من دوار الصاخور، ما يضطر الركاب إلى استخدام وسيلة نقلٍ أخرى لإكمال رحلتهم نحو وسط المدينة إلى جامعاتهم أو مراكز عملهم.
وأكَّد الأهالي أنَّ هذه المشكلة تتسبَّب في معاناةٍ إضافيَّةٍ على الصعيد الماديِّ، إضافةً إلى هدر الوقت في الانتظار وتبديل وسائل النقل. ولاحظ السكَّان أن الالتزام الكامل بمسار الخط لا يتحقَّق إلَّا عند وجود دوريَّات شرطة المرور، ما يستدعي تعزيز هذه الدوريَّات وضمان وجودها على نحوٍ دائمٍ لضمان انتظام عمل الخط.
أزمة النفايات والحدائق المهملة
النفايات تعدُّ تحدياً في المنطقة، إذ تحوَّلت العديد من الحدائق العامة في الحي إلى مكبَّاتٍ، ما يحرم أهالي المنطقة من متنفسهم الوحيد، وغياب المساحات الخضراء يزيد من تدهور الواقع البيئيِّ والصحيِّ. وهو أمرٌ مقلقٌ للغاية فيها، إذ تتراكم كميَّاتٌ كبيرةٌ من النفايات في مكبَّاتٍ قريبةٍ من الأحياء السكنية، وتزايد النفايات يوميّاً، وانتشار الحشرات، ما يسبِّب انبعاث روائح خانقةٍ في الصيف، أمَّا الشتاء فيزيد الطين بلَّةً، لأنَّ مياه الأمطار تجعل التلوث يتسرَّب إلى الأرض ويوثِّر على تمديدات المياه المتضرِّرة، ما أثار حالة من الاستياء والقلق بين الأهالي.
جهودٌ محدودةٌ وإهمالٌ مستمرٌّ
المحاولات المحدودة لمعالجة هذه المشكلات لم تجدِ نفعاً حتَّى الساعة، فحملات النظافة التي نفَّذتها مديريَّة خدمات هنانو لتقشيط وترحيل الأتربة والأنقاض لا تكفي لحلِّ مشكلات المنطقة منذ خروجها من دائرة الاشتباكات في حينه، وتراكم أزمات المواطن فيها.
رغم الوعود والمبادرات المحدودة، يبقى واقع الخدمات في حي مساكن هنانو في حلب مأساويّاً، إذ تعطَّلت أبسط مقوِّمات الحياة من كهرباء ونقلٍ ونظافة، ما يستدعي تدخُّلًا عاجلا ًوشاملاً من الجهات المعنيَّة للإسراع في تنفيذ الإصلاحات في شبكات المياه قبل حلول الشتاء.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1249