كارثة معيشية وصحية... تأخر رواتب المتقاعدين في السويداء يفاقم المعاناة

كارثة معيشية وصحية... تأخر رواتب المتقاعدين في السويداء يفاقم المعاناة

يشهد متقاعدو محافظة السويداء أوضاعاً معيشية غاية في الصعوبة، بعد أن تأخرت الجهات المعنية في صرف مستحقاتهم الشهرية. فبينما لم يتسلّم متقاعدو مؤسسة التأمينات الاجتماعية رواتبهم نهائياً منذ عدة أشهر، لم يتقاضَ متقاعدو مؤسسة التأمين والمعاش سوى راتب شهر واحد فقط، وسط تبريرات رسمية بأن السبب يعود إلى «صِغَر الكتلة المالية المخصصة لهم».


هذا التأخير، الذي يبدو للبعض مسألة إدارية عابرة، يشكل في الواقع أزمة حياتية حقيقية لمئات الأسر في المحافظة، إذ تشكل رواتب التقاعد المصدر الوحيد للدخل بالنسبة لغالبية المتقاعدين، ومعظمهم من كبار السن الذين يعتمدون على تلك المبالغ لتأمين احتياجاتهم الأساسية من غذاء ودواء.


راتب ضئيل... وتأخير قاتل


رغم أن أجور المتقاعدين منخفضة أساساً ولا تكفي لتغطية أبسط متطلبات المعيشة في ظل الغلاء المتصاعد، فإن تأخرها إلى أشهر متتالية يجعل الأمر كارثياً بكل المقاييس. يقول أحد المتقاعدين من مدينة السويداء: «الراتب هو شريان الحياة بالنسبة إلنا، ما عنا مورد تاني، وتأخيره ولو لأسبوع بيخلينا نعيش على الدَّين والانتظار».
ويشير آخر إلى أن نصف راتبه تقريباً يذهب لشراء الأدوية المزمنة، موضحاً أن أي تأخير في استلام المعاش يعني ببساطة توقف العلاج، وما يترتب عليه من مخاطر صحية جسيمة.


حق مصون


من الناحية القانونية، يعتبر معاش التقاعد حقاً مكتسباً ومصوناً بالدستور، وليس منّة من أحد. فالدولة ملزمة بضمان صرفه بانتظام باعتباره ثمرة سنوات طويلة من العمل والاقتطاعات الشهرية التي دُفعت من رواتب العاملين طوال حياتهم الوظيفية.
ومن هنا، يرى كثيرون أن تقصير الجهات المسؤولة في هذا الملف لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة مالية أو إدارية، لأن ما يتم المساس به هو الكرامة المعيشية والحق في الحياة.


مطالب واضحة


يطالب المتقاعدون في السويداء بضرورة:
صرف المستحقات فوراً دون أي تأخير إضافي.
ضمان انتظام الدفعات الشهرية ووضع آلية واضحة لتجنب تكرار المشكلة.
إصدار توضيح رسمي شفاف حول أسباب التأخير والمسؤولين عنه.
إعادة النظر في قيمة المعاشات بما يتناسب مع مستوى المعيشة وتكاليف الدواء.


أزمة تعكس واقعاً أوسع


قضية المتقاعدين في السويداء ليست حالة معزولة، بل تعكس واقعاً اقتصادياً صعباً يعيشه المتقاعدون في مختلف المحافظات. إنها ناقوس خطر يدقّ في وجه السياسات الاقتصادية والإدارية التي تهدد أمن المواطن الاجتماعي والمعيشي.
ففي النهاية، المتقاعدون هم الفئة التي أفنت عمرها في الخدمة العامة، ومن غير المقبول أن يُترَكوا اليوم يصارعون الفقر والمرض بانتظار راتب تأخر في طريقه.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1249