حادثة أنقرة وصفقة جيه أف-17: تحوّلات جديدة تُعيد رسم خريطة الصراع في ليبيا

حادثة أنقرة وصفقة جيه أف-17: تحوّلات جديدة تُعيد رسم خريطة الصراع في ليبيا

في ظلّ صراع مُعلَّق منذ سنوات بين مؤسسات متنافسة وكيانات عسكرية متنافرة، تشهد ليبيا موجة جديدة من التحوّلات التي قد تُعيد ترتيب المشهد الليبي كاملاً. فبينما لا تزال الصدمة تلفّ المشهد بعد مقتل رئيس الأركان العامة للجيش الليبي محمد علي الحداد ومرافقين له في حادث تحطم طائرة قرب أنقرة، أعلنت قوات شرق ليبيا عن تعاون عسكري استراتيجي مع باكستان.

سقوط طائرة الحداد: صدمة تُعيد ترتيب الأوراق في غرب ليبيا
في 25 كانون الاول الجاري، تحطّمت طائرة بعد دقائق من إقلاعها من مطار إيسنبوغا في أنقرة، وهي تُقلّ رئيس الأركان العامة للجيش الليبي محمد علي الحداد، وعدد من القادة العسكريين البارزين، بعد زيارة رسمية لتركيا. ووفق الرواية التركية، أبلغ الطاقم بـ «عطل كهربائي» بعد 15 دقيقة من الإقلاع، وطلب العودة إلى المطار، قبل أن يُفقد الاتصال كلياً في منطقة هايمانا.
ما يُضاعف التساؤلات هو حساسية المنصب الذي شغله الحداد: فهو لم يكن قائد جيش نظامي، بل كان «مدير تنسيق» لمجموعة من المليشيات والوحدات شبه المستقلة التي تُسيطر على أجزاء من غرب ليبيا، تحت غطاء حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس. وغيابه المفاجئ قد يؤثر على مجمل الملف الأمني والعسكري في غرب ليبيا.

اتفاق تعاون عسكري استراتيجي بين بنغازي وإسلام أباد
خلال زيارة رسمية لقائد الجيش الباكستاني المشير عاصم منير إلى بنغازي، وقّع صدام حفتر، نجل القائد العام لقوات شرق ليبيا خليفة حفتر، اتفاقية تعاون عسكري واسعة النطاق تشمل، وفق العديد من المصادر، توريد مقاتلات JF-17، هذا التطور اللافت يعكس إعادة ترتيب التحالفات. فالمشهد الليبي معقد لدرجة أن أي تطور يفتح المجال لإعادة خريطة التحالفات والصراع بين الأطراف المتصارعة داخلياً، وكذلك بين القوى الإقليمية والدولية المؤثرة في المشهد الليبي، وهنا تبرز أهمية التعاقد مع الجيش الباكستاني، والذي تمتلك السعودية علاقات شراكة استراتيجية مع الباكستان، بمقابل دعم إماراتي لحفتر، فهل نشهد تبدل تحالفات لحفتر على المستوى الإقليمي؟ وما هي انعكاسات هذه الصفقة على المسار السياسي الليبي؟
وفي ظلّ غياب الدولة المركزية، وتفتت المؤسسات، تبقى ليبيا ساحة مفتوحة للاستثمار الأمني الخارجي مع كل تطور.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1258