أكثر من 13 وفاة شهرياً بسبب حوادث السير... أزمة طرقات تتفاقم في سورية
في تصريح رسمي لوزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، كشف أن فرق الطوارئ استجابت منذ مطلع عام 2025 وحتى نهاية أيلول لأكثر من 2000 حادث سير في مختلف المحافظات السورية، نتج عنها 1,899 إصابة بينهم 258 امرأة و363 طفلاً، في حين أودت هذه الحوادث بحياة 120 شخصاً، بينهم 10 نساء و15 طفلاً.
ورغم أن هذه الأرقام صادرة عن جهة رسمية، فإن الوزير أوضح صراحةً أنها تمثل الحوادث التي استجابت لها فرق الوزارة فقط، ما يعني أن الأعداد الحقيقية على الأرض قد تكون أكبر بكثير، في ظل ضعف التوثيق للحوادث الصغيرة أو تلك التي يتولاها المواطنون مباشرة دون تدخل الطوارئ.
أرقام تعكس كارثة إنسانية صامتة
تسجيل أكثر من 13 وفاة شهرياً بسبب حوادث السير يعني أن سورية تفقد بشكل شبه يومي شخصاً على طرقها- رقمٌ كبير في بلد يعاني أصلاً من أزمات معيشية واقتصادية خانقة.
ومع ما يقارب 1900 مصاب خلال تسعة أشهر، تصبح الحوادث المرورية أحد أبرز أسباب الإصابات الجماعية، خصوصاً مع تزايد عدد الدراجات النارية وسيارات النقل العامة والخاصة التي تعمل في ظروفٍ غير آمنة.
الأسباب أعمق من مجرد تهور وسرعة
رغم أن الوزير أشار إلى أن السرعة الزائدة وعدم الالتزام بالقانون هما السببان الرئيسيان لمعظم الحوادث، إلا أن الواقع الميداني يثبت أن الأزمة بنيوية أيضاً، فالكثير من الطرقات- خاصة الأوتوسترادات الرئيسية بين المدن- تعاني من:
اهتراء طبقات الإسفلت وظهور الحفر والمطبات غير النظامية.
غياب الإنارة والعواكس الأرضية، ما يجعل القيادة ليلاً خطِرة للغاية.
تراجع واضح في صيانة الإشارات المرورية والتحذيرية على أطراف الطرق.
غياب الحواجز الفاصلة في بعض المقاطع الحيوية، ما يزيد من حوادث التصادم المباشر.
تجاوزات مرورية متكررة من قبل سائقي النقل العام والشاحنات الثقيلة نتيجة ضعف الرقابة.
الطرقات... ممرات محفوفة بالموت
يتحدث سائقون وناجون من حوادث عن مقاطع طرق تشكّل «مصائد موت» حقيقية، ولا سيما في أوتسترادات دمشق– حلب وحمص– طرطوس ودمشق– درعا، حيث تتسبب الانزلاقات، والاصطدامات الجانبية، وسوء الرؤية، في سلسلة حوادث مميتة.
ويشير خبراء في السلامة المرورية إلى أن ضعف البنية التحتية وتراجع أعمال الصيانة الدورية وخاصة خلال سنوات الحرب جعل منظومة الطرق السورية من الأقدم والأخطر في المنطقة.
ضرورة تحرّك عاجل
الوزير الصالح أكد أن الوزارة تواصل التنسيق مع الجهات المعنية لتحسين منظومات السلامة المرورية وتطوير شبكة الطرق، لكن الحاجة الملحّة اليوم هي إلى خطة وطنية متكاملة تتضمن:
صيانة عاجلة للأوتوسترادات الرئيسة.
إعادة تفعيل نظام الرقابة الآلية على السرعة.
تحسين الإضاءة والإشارات التحذيرية.
حملات توعية مستمرة للسائقين والركاب.
فبينما تُسجّل البلاد أكثر من 13 وفاة شهرياً، تظل الأرواح المهدورة على الطرقات شاهداً على أزمة لا يمكن حصرها في أرقام أو بيانات، بل في نظام نقل متعب وبنية تحتية تستغيث.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1249