قرار تطفيشي واستنزافي يخص طلاب التعليم المفتوح
تداولت بعض وسائل الإعلام نهاية الأسبوع الماضي خبراً يقول: «مجلس جامعة دمشق يوافق على مقترح تحويل المقررات التي فيها نسب نجاح مرتفعة من أتمتة إلى تقليدي للتعليم المفتوح».
كان وقع الخبر أعلاه على طلاب التعليم المفتوح صادماً ومفاجئاً، بالمقابل وبرغم وضوحه وفجاجته إلا أنه كان غامضاً وبحاجة للكثير من التوضيحات، كونه يستهدفهم من خلال نسب النجاح المرتفعة بالمواد المؤتمتة.
تفنيد وتساؤلات مشروعة
القرار أعلاه ربما في أحد جوانبه يُظهر حالة انزعاج من نسب النجاح المرتفعة في بعض مقررات الأتمتة في نظام التعليم المفتوح، لكنه بالمقابل يؤكد على أن نسب النجاح في مواد التقليدي منخفضة، والفج بالقرار أعلاه، أنه عام ومطلق، بحيث ممكن تطبيقه على أية مادة مؤتمتة ظهر بنتيجة امتحاناتها أن نسبة النجاح فيها مرتفعة، وهنا تتبادر الأسئلة التالية:
ما هو المزعج والمسيء من نسب النجاح المرتفعة في بعض المواد المؤتمتة كي يتم رفع مقترح بشأن تحويلها إلى تقليدي؟
هل يتم تحديد امتحان المواد مؤتمتة أم تقليدي استناداً إلى طبيعة المادة أم استناداً إلى نسب النجاح بنتيجتها؟
ما هي محددات نسبة النجاح في المواد المؤتمتة لاعتبارها مرتفعة أو منخفضة، ليصار بناء عليها تحويلها إلى تقليدي من عدمه؟
هل نسب النجاح المرتفعة هنا، والمنخفضة هناك، لها علاقة بإمكانات الطالب الحقيقية بنتيجة الامتحان، أم بإمكانات السيطرة على النتيجة ونسب النجاح فيها؟
أخيراً وليس آخراً، هل الغاية من القرار أعلاه هي مصلحة الطالب أم مصلحة الجامعة؟
ردود فعل وآراء
لخص الطلاب مضمون القرار بأنه استنزافي وتطفيشي في الوقت نفسه، فبعضهم قالوا: إن القرار فيه الكثير من الإجحاف، ليس بسبب التلاعب بنسب النجاح وتجييرها بعكس مصلحتهم فقط، بل بنتيجته المرتبطة عملياً بتخفيض نسب النجاح بالمحصلة على حساب إمكانات الطالب، والأهم: هي التكاليف الإضافية التي سيتكبدها الطلاب لقاء التسجيل في المواد المحمولة، والتي تشكل بالمحصلة إيراداً لمصلحة الجامعة، على حسابهم وعلى حساب جهدهم كما على حساب ضروراتهم الحياتية، والتي من الممكن أن تكون نتيجتها استنكاف العملية التعليمية وتوقفها بالنسبة للبعض، بغض النظر عن إمكاناته العلمية. وفيما يلي بعض التعليقات التي وردت على إحدى صفحات التواصل الخاصة بالطلاب:
«هاد يلي زعجن والله غريب انو ونسبة النجاح مرتفعة.. معناتا الطلاب دارسين وعم يتعبو ع حالن لينجحو مو نجي نعملن تقليدي ليضلو يحملوها مدري كم فصل ويضلو يدفعو ويدفعو رسوم بلاوي لأن الرسوم عم تزيد والواحد مو آعد ع بنك مصاري».
«والله لازم قرارتن تكون بمصلحة الطلاب مو ضدن.. هيك عم يجبرون يتركو او يأجلو او مايكملو .. والله وضع الطلاب مو مستحمل أكتر».
«يعني إذا في نسب نجاح بتحولو المادة من مؤتمتة لتقليدي ويرسب الطالب مرة وعشرة ودفاااااع يا هالطالب بهالبنك وكأن رسوم المادة شي قليل».
«يعني هنن بدورو وين الطلاب عم تنجح بغيرو فيه وبصعبوه مشان معد حدا ينجح ونضل عم نرسب وندفع».
«شكلها الخزينة فاضية قالوا منعبيها من جيبة الطلاب».
«ما بعرف من وين بدكن تطلعوا خريجين جامعة.. لسا بدنا نرجع لزمن البنات ما تدرس وتتزوج من ١٢ السنة والشب منيح منو بيعرف يقرأ وبايدو صنعة».
«يعني هني ضد نسب النجاح المرتفعة لكك شو هالقرارات الغريبة العجيبة».
فعلاً القرار شيء عجيب وغريب، ولا يمكن أن يتم تبويبه ضمن أية قاعدة منطقية أو علمية، وبنفس الوقت يصدر عن جامعة عريقة افتراضاً!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 970