عرض العناصر حسب علامة : الكهرباء

بعد الكهرباء... لم يبقَ من جهاز الدولة إلّا العصا!

يلعب جهاز الدولة، أي جهاز دولة على العموم، وفقاً لغرامشي وغيره من الفلاسفة والمفكرين، دوراً مركباً من مكونين: «القمع» و«التراضي/التنظيم»؛ أما القمع، فهو أن جهاز الدولة، بالمحصلة، يقف (حاملاً عصاه) إلى جانب مصالح قسم من المجتمع ضد مصالح القسم الآخر. وهذان القسمان ليسا قائمين على أسس عرقية أو قومية أو دينية أو طائفية، بل بالضبط على أسس اقتصادية. يتضح الأمر من طريقة توزيع الثروة في البلاد؛ فحين يحصل 90% من السكان على 10% من الثروة أو أقل، بمقابل حصول 10% من السكان على 90% من الثروة أو أكثر، فإن جهاز الدولة، والسلطة التي تسيره، يحملان العصا (الأمنية/ العسكرية/ القانونية/ الثقافية إلخ) بشكل ملموس فوق رأس الـ90% من السكان ولمصلحة الـ10%.

الكهرباء للمقتدرين فقط: هجوم حكومي على أكثرية السوريين

أصدرت وزارة الطاقة السورية يوم الخميس 30 تشرين أول 2025، قراراً برفع أسعار الكهرباء في البلاد وفق نظام يتضمن أربع شرائح استهلاكية مختلفة. الشريحة الأولى، والتي وصفتها الوزارة بأنها مخصصة «لأصحاب الدخل المحدود»، تشمل حتى 300 كيلو واط خلال شهرين، بسعر 600 ليرة سورية للكيلو واط، ما يعني - وفقاً للوزارة - أن الدولة تدعم هذه الشريحة بنحو 60% من التكلفة الإجمالية للكيلو واط البالغة بين 14 و15 سنتاً حسب تصريحات بعض المسؤولين. وتستهدف الشريحة الثانية «أصحاب الدخل المتوسط والمرتفع والمشاريع الصغيرة»، وتشمل الاستهلاك الذي يتجاوز 300 كيلو واط خلال شهرين بسعر 1400 ليرة للكيلو واط. أما الشريحة الثالثة فهي «المعفيين من التقنين الكهربائي»، مثل المؤسسات الحكومية والشركات والمصانع، بسعر 1700 ليرة للكيلو، بينما الشريحة الرابعة تشمل المعامل والمصانع كثيفة الاستهلاك مثل معامل صهر الحديد وغيرها بسعر 1800 ليرة للكيلو واط.
من خلال هذه الشرائح، تحاول الحكومة تقديم نفسها كـ«داعمة» لأصحاب الدخل المحدود، بينما في الواقع، فإن الشرائح المعلنة غير واقعية بالنسبة لاستهلاك الأسر السورية الفعلي، وتضع المواطنين أمام واقع جديد أكثر صعوبة، حيث سيجدون أنفسهم مجبرين على دفع فواتير مرتفعة تصل إلى نسب غير مسبوقة من الحد الأدنى للأجور، في وقت يعيش فيه أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر.

افتتاحية قاسيون 1250: الاعتراف بالخطأ فضيلة... والتراجع عنه فضيلة أكبر! stars

لم يكن قرار رفع أسعار الكهرباء الذي أعلنته وزارة الطاقة مؤخراً سوى إعلان صريح عن السير في الطريق المعاكس تماماً لمصالح السوريين، وعن الاستمرار في المنهجية التي أثبتت الوقائع مراراً وتكراراً أنها لا تقود إلا إلى الخراب: رفع الأسعار قبل رفع الأجور بشكلٍ حقيقي، وتحميل الفقراء كلفة ما دمرته السياسات الخاطئة التي تراكمت عبر عقود ولا تزال مستمرة حتى اليوم.

الكهرباء والشركات القابضة... وعود التحسين ومخاوف التغلغل على السيادة

في تصريحات متزامنة، رسم وزير الطاقة محمد البشير ووزير المالية يسر برنية ملامح المرحلة المقبلة لقطاع الكهرباء في سورية، بين خطط لزيادة ساعات التزويد وتأسيس شركات قابضة، ووعود بالحفاظ على أسعار تراعي الفقراء.

وزارة الكهرباء: أصلحنا الأعطال وستعود التغذية بالتدريج stars

أعلن مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء خالد أبو دي، عصر اليوم الأحد 10 آب 2025 عن تحقيق استقرار جزئي في نظام التوليد الكهربائي بعد إعادة تشغيل وحدات التوليد في محطات جندر ودير علي والناصرية وبانياس وتشرين، مشيراً إلى أن مركز التحكم الرئيسي يعمل حالياً على متابعة موازنة الشبكة الكهربائية لضمان وصول التيار الكهربائي إلى جميع المحافظات، مع إيلاء الأولوية للأحمال الإنسانية والمرافق الحيوية.  

وزارة الطاقة: سترتفع تسعيرة الكهرباء مع زيادة التغذية لعشر ساعات stars

صرح أحمد سليمان، مدير الاتصال الحكومي في وزارة الطاقة، لتلفزيون سوريا، بأن سعر الكهرباء على المواطنين سوف يرتفع، بالترافق مع زيادة ساعات التغذية لعشر ساعات باليوم (تقنين 14 ساعة قطع).