مأساة التعليم في دير الزور
يعيش المواطن الديري في صدمة أو صاعقة كهربائية، عندما يرى أو يسمع بالإعلان المرئي والمسموع عّما أُنجز رسمياً، بالمقارنة مع الواقع الحقيقي الذي يعيشه، وخصوصاً في الوضع التعليمي.
إذ يرى أن الواقع التعليمي في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية منخفض للغاية، بل مأساة بالمقاييس كلها.
تابعت قاسيون الوضع التعليمي بمراحله المختلفة، ورصدت أهم المشاكل ومعاناة الأهالي، ناهيك عن معاناة المعلمين والمدرسين الاقتصادية الاجتماعية والتي تنعكس حتماً على عطائهم.
المرحلة الابتدائية
هناك مشاكل كثيرة، وأهمها: اكتظاظ التلاميذ في الشعب، في المدينة، وعلى سبيل المثال: في مدرسة عزيز سمير شعبة الصف الأول 83 تلميذاً على قول مدير المدرسة، وباقي الشعب يصل عدد الطلاب في الشعبة الواحدة أكثر من 50 طالباً، وهناك نقص في المقاعد الدراسية والكادر التدريسي، وتسيّب، ورشاوى تدفع من قبل بعض المعلمين لذوي النفوذ لتغطية الدوام، مما يسبب العجز في الكادر التدريسي.
أما التعليم في الريف فحدِّث ولا حرج، ومعاناتهم تختلف عن مركز المدينة حيث لا يوجد كادر تدريسي في بعض المدارس، ونقص واضح في أغلبها، ويطالب الأهالي بمعلمين اختصاصيين في علم النفس والتربية لإعادة تأهيل الأطفال الذين عانوا من التنظيمات الإرهابية، والوزارة لا حول ولا قوة ولم تقدم أية حلول لهذه الظاهرة.
كما أن مديرية التربية، والجمعيات الأهلية وعدتهم بتوزيع ألبسة ومستلزمات دراسية وخصوصاً بعد إقبال فصل الشتاء، وحتى تاريخه لم يتم أي عمل في هذا الاتجاه، علماً أن إدارات المدارس تطالب أبناء الريف باللباس الرسمي من (فولار وصدرية... إلخ) ومن المعروف أنّ من عاد إلى الريف لم يجد في بيته حتى أسلاك الكهرباء، فكيف يمكنه أن يبني بيته أو يرممه، وهذا مكلف جداً، وعليه أن يشتري لباساً لابنه، وخصوصاً أنّ معاناته نتيجة النزوح كبيرة، وخسر كل ما يملكه من أموال ومدخرات.
الشهادات الإعدادية والثانوية:
انتشرت في المدينة ظاهرة المدرسين الخصوصيين، والمدارس الخاصة بشكلٍ كبيرٍ، نتيجة الضعف في المدارس الحكومية، وهي طبعاً لأبناء الأغنياء فقط.
أما أولاد الفقراء فيذهبون إلى المدارس الحكومية دون أي اهتمام من المدرسين للشهادتين ويعاملون مثل طلاب المراحل الانتقالية، كما تنتشر ظاهرة لم تتم معالجتها لا من وزارة التربية، أو المعنيين بالمحافظة، وهي ظاهرة التدخين والمخدرات ويعرفها القاصي والداني، ولا أحد يحرك ساكناً، ويجب معالجتها جدّياً من قبل المعنيين، لأن هذه الظاهرة ستنعكس سلبياً على مستقبلهم ومستقبل الوطن.
جامعة الفرات
تضم جامعة الفرات الكليات كافة تقريباً، ما عدا الصيدلة والطب وهناك أكثر من 3000 طالب يتابعون تحصيلهم العلمي في هذه الجامعة وبعد استطلاع قاسيون، والسؤال عن مشاكلهم والصعوبات التي يعانون منها، كان أهمها: ارتفاع أسعار الكتب الدراسية والمحاضرات، واستغلال المكتبات، بالإضافة إلى قلة الكادر التدريسي في الجامعة، وعلى سبيل المثال هناك محاضرون «دكاترة» يأتون من المحافظات الأخرى، ونتيجة صعوبة الانتقال إلى محافظة دير الزور، وعدم وجود فنادق، وأزمة السكن، يضطر المحاضر لتكثيف المحاضرات، مما يؤثر على قدرة الاستيعاب.