سبحانك يا عاطي..
حسب تصريح لجريدة رسمية من «مصادر خاصة» قبل أسبوع تقريباً، قال الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش اكتشفت بالقضايا اللي عم تحقق فيها من أول السنة الماضية لشهر أيلول الماضي مبلغ 96 مليار ليرة كمبالغ قيد التحقيق، والمبالغ اللي تأكدت منها بالفترة نفسها هي 10 مليار و796 مليون ليرة.
كمالة الحكي تبع «المصادر الخاصة» قال أنو القضايا المعتمدة من الهيئة وصلت لهلأ لـ4355 قضية، وفي 1074 قضية هنن قيد الاعتماد، يعني بالمجمل في بحدود 5500 قضية وملف عند الهيئة عم تحقق فيهم.
طبعاً وقت بينحكى عن مبالغ وتحقيق بالهيئة معناتها القضايا الممسوكة هي ملفات فساد، ومتل ما منعرف أنو غالبية الملفات المحولة للهيئة هي شوية ملفات فساد صغيرة بالبلد، لأنو الفساد الكبير ما شالله قادر يتهرب من المسؤولية بسهولة، وقادر يلفلف القضايا اللي بتخصو حتى قبل ما توصل للهيئة، رغم أنو اللي متل هدول الكبار مو فارقة معهم لا هيئة ولا قضاء ولا غيرو، ووقت اللزوم بكل سهولة بيهرب الكبار وبيقع فيها الصغار، يعني ناس بتاكل جاج وناس بتقع بالسياج.
طيب ع مبدأ «وشهد شاهد من أهله» إذا كانت ملفات الفساد الصغيرة اللي وصلت للهيئة وعم يتحقق فيها حجمها بحدود 100 مليار ليرة عن فترة 20 شهر تقريباً، يعني بالحساب بتطلع بحدود 5 مليارات ليرة بالشهر بس ياحرام، ف تخيلوا شو حجم وكتلة الفساد الكبير الهربان من المحاسبة والملفلفة قضاياه باليوم وبالشهر وبالسنة، غير اللي ما وصل أصلاً حتى يتسمى ملف قضية، وتخيلوا شو نهبوا هدول الفاسدين كل السنين الماضية من أموال الدولة، اللي هي أموالنا ومن جيبتنا وع حساب عيشتنا عملياً، وشو كانت نتيجة تخريبهم كل هالسنين، لأن القصة ما بتوقف عند سرقة المصاري وبس.
ووقت حدا بيحكي أنو لازم تنفتح ملفات المحاسبة للفاسدين الكبار قبل الصغار، وأنو لحد هلأ مو مبين شو كتلة الفساد والنهب الاجمالية بالبلد بين صغير وكبير، وأنو ما في جهة رسمية كلفت حالها تعمل شي دراسة إحصائية عن الموضوع ولو تقريبية، بالوقت اللي صارت سمعتنا الدولية ع مستوى الفساد بتشهي التوبة من كتر مو منحدرة، في حدا بيشتغل ع تمييع الموضوع حتى يغطي السموات بالقبوات.. المهم يتسكر الموضوع.
المشكلة أنو ما وقفت القصة لحد هون، المصيبة الأكبر أنو مفرخة السياسات عم تولد كل يوم قصص فساد جديدة، وفاسدين قدما وجداد، يعني كل يوم في مين عم ينهبنا أكتر وأكتر، وفي من هدول طبعاً نهبهم قانوني، يعني ما بتطالهم لا محاسبة ولا رقابة ولا هيئة ولا قضاء، بالوقت اللي صاروا السوريين مضرب المتل بالفقر والجوع والتهميش، وبنفس الوقت الكل بيزاود علينا أنو عم يحاربوا الفساد، وأنو كل همهم تحسين مستوى معيشتنا.. بس ما في موارد..
لك منين بدو يبقى موارد، إذا النهب الكبير شغال ع أبو موزة، وما في مين يردو؟!.
بالمختصر المفيد طالما هي المفرخة شغالة معناتها تيتي تيتي، وكل يوم ح نسمع بملياردير جديد صار من رجال الأعمال من غامض علمو، وكتار بيصيروا بيمسحولوا جوخ وبدهن رضاه..
فوقت بتسمعوا حدا من المعترين بالبلد عم يقول: «سبحانك يا عاطي يا معلي الواطي»، لا تزعلوا منو.. لأنو معو حق بزمن هالسياسات اللي مشحرتلوا عيشتو وعيشة اللي متلو من الأغلبية الفقيرة والمهمشة، مشان كم واحد كبار ومحميين يتنعموا ع حسابهم وع حساب ولادهم وع حساب البلد.
يعني حلها تنحل وتتحلحل وتتحلل هالسياسات اللي مسودتلنا عيشتنا، لأنو طلعت إيدها.. مو هيك؟