أي صحافة طلابية نريد؟!

يمتاز الوسط الطلابي في مختلف مراحله بأنه وسط يشهد حراكاً ثقافياً باستمرار، ويختلف مدى فاعلية هذا الحراك أثناء سكونه وحركته، وبطبيعة الحال يكون أحد أوجه ظهور أشكال هذا الحراك عبر صحافة طلابية «مجلات الحائط ــ صحف ــ مجلات ــ مواقع الكترونية ــ مواقع تواصل اجتماعي..الخ»، وفي سورية نشاهد نوعين من الصحافة الطلابية التي هي جزء لا يتجزأ من الواقع السياسي والثقافي والاجتماعي للبلاد، وهي الصحافة الطلابية الرسمية التي تصدر عن الاتحاد الوطني لطلبة سورية وفروعه، مثل صحف الغد وطلبة وجامعات ونشرة طلابية وغيرها، والثاني هو الصحافة الطلابية السرية التي يصدرها الطلاب في غفلة عن الرقابة مثل الصدى، فنر، دجلة وغيرها.. والتي تأخذ طابعاً سياسياً أو أدبياً، ولكن لا يكتب لها الاستمرار على الأغلب لعدة أسباب، منها وجود القانون رقم /250/ الذي يمنع مثل هذا النشاط، إضافة إلى عدم وجود موارد وأقلام أحياناً، أي إن هناك ظروفاً ذاتية وموضوعية لا تسمح بإستمرارها، وعلى الجميع التسليم بحقيقة أن العالم– كل العالم يشهد ظروفاً وظواهر جديدة نتيجة الأزمة العامة للرأسمالية ونزول الجماهير إلى الشارع وبداية نشاط الحركة الثورية العالمية، ومن ثم عليهم القيام بتقييم واقع الصحافة الطلابية في سورية وأي صحافة طلابية حقيقية نريدها بالتالي؟.

في تقييمنا للصحافة الطلابية الرسمية، يفسح لنا المجال لطرح تساؤلات كثيرة أولها يجب ألاّ تتحول أبداً إلى نسخة مكررة للصحافة الرسمية بشكل عام، بل أن تكون منبراً إعلامياً مفتوحاً لجميع الطلاب، وأن تقوم بطرح متطور لقضايا الفساد في الجامعات وصوتاً للطلاب الذين يتعرضون للإجحاف في قضايا مطلبية معينة، بدلاً من تسويق نمط الحياة الاستهلاكية الرأسمالية التي تسبب الاغتراب للشريحة الشبابية.

وعلى من يصدر مثل هذه الدوريات ألا ينسى أنه يخاطب شريحة عمرية لها خصائصها المحددة، وصفاتها المميزة، وأن التعاطي مع هذه الشريحة بعقلية الفضاء السياسي القديم، لايغني ولا يسمن عن جوع، بل يجب أخذ كل ما هو جديد بعين الاعتبار تحليلا ودراسة، بغية بلورة وعي طلابي حقيقي بقضاياهم الخاصة والقضايا الوطنية العامة، أما الصحافة الطلابية السرية التي تلقى قبولاً بين الطلاب عادة بشكل أو بآخر، ورغم تفهم ظروفها، وخصوصاً ما يتعلق بمنسوب الحريات السياسية، فإنها تمتاز بتغييب غير مبرر للقضايا المطلبية للطلاب التي جوهرها ديمقراطية التعليم ومجانيته، وتوفره للجميع، وتسليط الضوء على الفساد الجامعي، وتقتصر بدلاً من ذلك على توجهات سياسية وأدبية معينة.

فأية صحافة طلابية نريد؟ نريد صحافة طلابية حقيقية تستطيع تمثيل الوسط  الطلابي بكل جوارحه، لتكون رافعة حقيقية لتفعيل الدور الطلابي في حياة البلاد نقابياً، بغض النظر عن الانتماء السياسي حفاظاً على وحدة الصف الطلابي، لأننا نفتقد اليوم هذه الصحافة وبالتالي لا نمتلك مفاتيح تفعيل الدور الطلابي في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها سورية والمنطقة والعالم.. نحن بحاجة إلى نوع جديد من الصحافة الطلابية التي تربط بين ما هو وطني وديمقراطي ومطلبي، خاصةً وأن الجامعات اليوم تشهد حراكاً طلابياً بغض النظر عن مدى نضجه بتأثير الحركة الشعبية الاحتجاجية، وبالتالي الطلاب اليوم بحاجة إلى لسان حال افتقدوه كثيراً لا شك في ذلك، وعلى الجميع العمل على إيجاده.

معلومات إضافية

العدد رقم:
542