محمد هاني الحمصي محمد هاني الحمصي

بين التقنين والتخريب.. هل من حل جذري لمشكلة الكهرباء؟!

تزايدت في الفترة الأخيرة ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي في مدينة دمشق وضواحيها إن لم نقل في سورية بجميع مناطقها وأجزائها، وكأن ذلك جاء عقاباً جماعياً للشعب السوري خصوصاً في المناطق المحتقنة والتي كانت معاناتها مضاعفة عن باقي المناطق. غير أن السبب الحقيقي والرئيسي لهذا الانقطاع كما يقول وزير الكهرباء عماد خميس: يعود إلى الأعمال التخريبية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية والتي تطول البنية التحتية لمختلف أنواع القطاعات الخدمية وأهم هذه القطاعات النفط والكهرباء، وهذا ما جعل الوزير يعلن عن برنامج تقنين يطبق لفترة معينة في كافة المحافظات بأوقات محددة ومدروسة دون أضرار ولكن الأضرار أصابت معظم المناطق بشكل كبير وواسع بسبب العشوائية وعدم الانتظام اللذين اتصف بهما التقنين، إضافة إلى الإهمال وسوء تنفيذ أعمال الصيانة والسرقات الحاصلة للتيار الكهربائي.

كل هذا أفقد خطة التقنين جدواها، وجعل بعض مناطق ريف دمشق (كفربطنا، سقبا، عين ترما، مخيم اليرموك، حمورية) تعيش شكلاً ثانياً وكأنها في عالم ثان، فانقطاع التيار الكهربائي متواصل ولأكثر من 12 ساعة أحياناً. ومن المؤكد أن لهذا الانقطاع أثره الواضح على حياة الشعب السوري بشكل عام، حيث توقفت الكثير من المعامل واضطرب إنتاجها وخسرت الكثير من البقاليات والمحلات التجارية والمطاعم نتيجة فساد الأطعمة التي لم يتم تخزينها جيداً بسبب الانقطاعات، إضافة إلى أثر ذلك الواضح على مردود المحلات التي يتوقف عملها على استخدام آلات تعمل على التيار الكهربائي من جهة، وازدياد الطلب على الشمع ولمبات الكاز والآبيال من جهة أخرى.

«قاسيون» استطلعت آراء بعض المواطنين في الموضوع، وفي هذا الصدد يقول براء صاحب مقهى انترنت: إن هذا الانقطاع المتكرر وغير الواقعي أو المنطقي للكهرباء يؤثر على عملي بشكل كبير، فمن حيث المردود فقد تراجع إلى النصف، بالإضافة إلى تطفيش الزبائن وعدم قدومهم إلى المحل، وهذا سيزيد من أعبائي كصاحب محل وقد يدفعني إلى إغلاق المحل قريباً.

ويقول أبو محمود: إن الانقطاع المستمر والمتواصل للكهرباء في كفربطنا يجعلني أفكر جدياً في ترك منزلي في هذه المنطقة، واستئجار منزل آخر في دمشق العاصمة، فالكهرباء شيء أساسي في الحياة ولا يمكن الاستغناء عنها.

ويقول أبو حسين: إن الانقطاع الحاصل في التيار الكهربائي لفترة طويلة أثر على حياة المواطنين السوريين في جميع الأمور، لافتاً إلى أن هذا الانقطاع أثر بشكل كبير على المستوى التعليمي والدراسي لأبنائه.

ويقول مروان وهو طالب جامعي: إن للانقطاع الكهربائي المتكرر في الفترة الأخيرة تأثيراً على دراسة الطلبة خاصة في المساء، لكونه الوقت المناسب للدراسة عند الكثيرين منهم، ولاسيما أولئك الذين لا يستطيعون إتمام دراستهم على ضوء الشمع أو الشاحن، كون الإنارة غير مريحة للنظر والجو غير مهياً للدراسة الصحية.

ومما لا شك فيه أن التيار الكهربائي يعد حاجة ضرورية للسكان، وحرمانهم منه يبدو في ظاهره عقاب قاس لهم، ويترتب عليه نتائج سئية وعواقب وخيمة على الكثير من الناس، فأصحاب المحلات تعطلت مصالحهم بشكل تام، والبعض فضل إقفال محله والبقاء في  المنزل، والبعض الآخر لجأ إلى الشموع والأنوار المشحونة، والأهالي في بيوتهم عانوا كثيراً من اقطاع الكهرباء خصوصاً مع موجة البرد القاسية وتعطل وسائل التدفئة المعتمدة على الكهرباء، عدا عن تعطل وتلف الكثير من الأجهزة الكهربائية نتيجة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وعودته فجأة.

لعل الحاجة الملحة للكهرباء تجعلنا نطرح الأسئلة التالية: هل يعقل أن تعاني دمشق وريفها، بل سورية بأكملها من أعطال فنية؟ وإذا فعلاً كان هناك أعطال فلماذا لم تصلحها الوزارة حتى الآن وإلى متى ستبقى الحال كما هي علماً أن ظاهرة انقطاع الكهرباء ليست جديدة على سورية، فهل وزارة الكهرباء ستجد حلاً جذرياً لهذه المشكلة، أم أن على السوريين اعتياد هذا النمط الحديث جداً من أنماط العيش؟!.

معلومات إضافية

العدد رقم:
542