طلَبـَة النّظام القديم و المعاملة الدُّونيّة
كلّنا يعرف القرار الوزاري الذي قضى برفع معدّل النّجاح الجامعي للفروع العلميّة إلى 60%، و كلّنا يعلم أنّ جميع الطّلَبة الذين لا يشملهم هذا القرار اعتبروا في خانة النظام القديم، و تمّ احتساب معدّل نجاحهم بـ50% دون إمكانيّة المساعدة المعروفة من حيث اعتبار الدّرجتين 48 و 49 مؤهّلتين ليكون الطّالب في عداد النّاجحين، وكلّنا يعلم ما يحمله هذا القرار من قسوة و معاملة تعسّفية بحقّ أجيال الوطن الواعدة المقبلة على بنائه و تغيير بطانته الفاسدة. لن نتوقّف عند هذا القرار لأنّ الوقت قد فات للاعتراض عليه، و لكن لنتوقّف على مفاعيله،
فمنذ صدوره اختلط الحابل بالنّابل، لأنّ السّنة الدراسيّة الواحدة قد تحوي طلَبة من الصّنفين ( الجديد و القديم ) و لكن ما لم يتوقعه طلبة النّظام القديم هو أنّ بعض مطبّقي القرار من المعجبين بالمثل الشائع: ( كلّ جديد و إلو رهجة، و كل قديم و إلو دفشة !! ). و هنا نتكلّم بشكل خاصّ عن طلاّب النّظام القديم في كليّة الهندسة المدنيّة في جامعة البعث بحمص. حيث تظهر هذه المعاملة الدُّونيّة من خلال النّتائج الامتحانيّة التي تبيّن تَدَنّي نسب نجاحهم في كثير من المواد عن نسب نجاح النّظام الجديد، على الرّغم من أنّهم أشدّ حاجة للنّجاح من غيرهم، و لا ننسى أنّ بينهم مستنفدين لفرص النجاح، أو ممّن قضوا سنوات وهم يتقدّمون للامتحانات أملاً في تحسين وضعهم و ضمان التّرفُّع دون فائدة.
على سبيل المثال لا الحصر: مادّة الميكانيك الهندسي(2): بلغ عدد المتقدّمين من حملة النّظام القديم في الفصل الأول /10/ طلاّب، ولكن لم ينجح فيها إلا طالب واحد فقط!! رغم أنّها مادّة سنة أولى و ليست بصعوبة مواد السّنوات اللاحقة!! و في الفصل الثـّاني تقدّم التّسعة الباقون فنجح ثلاثة منهم فقط!! و نسأل : بما أنّ كلّ المتقدّمين لم يتجاوز عددهم أصابع اليدين، فلماذا هذا التعسّف بحقّهم ؟ أم أنّ أستاذي المادة الجليلَيْن قد اتّفقا على إنجاحهم واحداً تلو الآخر، أو بالجملة المفرّقة ؟ علماً أنّ من بينهم مَن حمل المادة أكثر من (9) دورات و هو لو كان يتدرّج في سنواته بشكل طبيعيّ لكان الآن في عداد الخرّيجين، و إذا انتظر دوره في النّجاح سيُضطَّر إلى عدم تقديم المادّة لأنّ النّظام الجامعي يحتّم النجاح الإداريّ بعد (12) دورة.
أما مادّة الهندسة البيئيّة (1) في السّنة الثـّالثة، فقد تقدّم (54) طالب نظام قديم نجح منهم (15) طالباً فقط ، أي بنسبة 27.78%، علماً أنّ من بين المتقدّمين الرّاسبين من حمل المادة أكثر من 4 دورات. و الملاحَظ أنّ نسبة النّاجحين من النّظام الحديث تفوق النّسبة السّابقة بكثير. وقد استاء أغلب الطّلبة من هذه النّتائج التي تكشف معاملة بالغة القسوة لدى المسؤولين عنها، وأثارت استغراب بعض النّاجحين لأنّ بينهم مَن لم يتوقّع نجاحه الباهر!! وهذا ما يبعث تساؤلات جمّة عمّا يحدث في الكواليس، و الأمثلة كثيرة......
نتمنّى أن يصبح هذا الوضع المتردّي الذي يقاسيه من يسمون بطلبة النّظام القديم برسم عمادة الكلية و رئاسة الجامعة، لإيجاد حل لما تعانيه هذه الفئة المهمة من الطلاب.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 412