يدفعون ضريبة الري.. وحقولهم عطشى

من المتعارف عليه أن الضريبة تجبى على القيمة المضافة (الربح) أو مقابل خدمة تقدم لدفع الضريبة أما في الباب الأول (الربح) نجد أن ضريبة الري تفرض على الفلاح بمقدار/400/ل.س للدونم الواحد عند زراعة المحاصيل الصيفية/قطن -شوندر- فستق عبيد- بصل- خضار/ علماً بأن ربح الفلاح من محصولي القطن والشوندر في أحسن الأحوال لا يتجاوز /500-1000/ ل.س للدونم الواحد إذا لم نقل أنه قد يقع في خسائر بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج المتنوعة أو بسبب العوامل الجوية، أو بسبب رداءة أنواع البذور المقدمة أو بسبب خبراء الفرز بالنسبة لمحصول القطن أو بسبب ارتفاع الإجرام ونقص الحلاوة المقصود في شركة السكر. فأين العدالة في فرض الضريبة هنا؟

أما بالنسبة للباب الثاني (الخدمة) نجد أن الحكومة تفرض ضريبة ري على الفلاحين بحجة أنها تقدم خدمة تأمين مياه الري لهم وبرأينا حتى تفرض الضريبة يجب على الحكومة أن تؤمن إيصال المياه إلى حقول الفلاحين عبر الأقنية الرئيسية والفرعية ولكننا نجد أنها أقامت مشاريع ري يعود القسم الأكبر منها إلى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وكانت تؤدي خدمة مقبولة في تلك الأيام ولكن عبر مرور الزمن تعرضت هذه الأقنية للتلف ولم تعد صالحة لجر المياه ونرى أن القنوات الرئيسية في عدة أماكن مكسرة وكذلك الأقنية الفرعية التي توصل المياه إلى الحقول.. فالكثير منها قد اندثر وأصبح على مستوى الأرض المجاورة والقسم الآخر معطل غير صالح للخدمة.

لذلك أصبح الفلاح يستعيض عن هذه الأقنية إما بفتح جور لتجميع المياه ضمن أرضه وعلى نفقته الخاصة أو الاستفادة من مياه المصارف غير الصالحة للري أصلاً، وضخها بواسطة محركات الضخ وإيصالها بواسطة خراطيم بلاستيكية، وهذا يؤدي إلى رفع التكاليف وبالرغم من كل ذلك بقيت الحكومة تفرض ضريبة الري حتى وصلت إلى 400 ل.س للدونم الواحد ومن خلال ما تقدم نرى انه من الضروري: 

1- تخفيض ضريبة الري أو حتى إلغائها وبما ينسجم مع ارتفاع تكاليف ري الدونم الواحد. 

2- تحديد ضريبة الري لكل منطقة على حدة وتحسب عدد الريات التي تلزم والتي تعطى بشكل فعلي لكل محصول. 

3- على الحكومة إيصال مياه الري لأراضي الفلاحين على أن يسقوا أرضهم بالراحة ودون أن يدفعوا أجور ضخ مياه. 

4 - إصلاح الاقنية الفرعية والرئيســــــية وإحداث أقنية فرعية جديدة. 

5- تخصيص منطقة الغاب من الكميـــات الكافية من المياه.

 

■  محمد الحري