بق ... ين؟!
ظاهرة غريبة في منطقة «الحمراء»، ومنطقة «الشعلان» بدمشق حيث أن العربة الجوالة لبائع الذرة وما تحمله على ظهرها من وعاء معدني كبير يسمى بالعامية «حلة» تسلق فيه الذرة، ومن تفاصيل صغيرة ومن صور أصبحت لدينا تراثية وتقليدية... كل ذلك انقلب رأساً على عقب وحل محل عرنوس الذرة وبنفس حجمه عبوات بلاستيكية تحمل بداخلها مياهاً... ليست مياه بلادنا! مع العلم أن هذه الأخيرة تحيط بالعبوات بأشكال مختلفة منها الجليد بهدف أن تبقي الأولى باردة.
ومع التأكيد على مشاعرنا الوطنية، فإن دمشق تحتوي على ينبوع مياه عذبة تباع في عبوات بحجم 1.2 ليتر وبسعر 12.5 ليرة سورية وباسم «بقين»؟ وأين تذهب أو تهدر هذه المياه إن لم تكن تعبأ بهذه العبوات؟.
هل حجم العبوة يلعب دوراً في عدم القدرة على ترويجها، إذ أن الطلب بشكل عام يتركز على العبوات الأصغر التي يمكن حملها بسهولة.
هل هي مشكلة الأغطية البلاستيكية التي فُضح في السوق منذ فترة قضية بيعها، ليعاد بها إغلاق العبوات المفتوحة بعد تعبئتها مياهاً عادية، بينما تتنوع أشكال الأغطية البلاستيكية المنافسة والتي تأتينا من البلدان المجاورة تهريباً بحيث تلبي كل رغبات المستهلكين (خاصة الأطفال منهم)؟
مهما كانت المشكلة فلابد من حلها.. وإلا فإن مياه بقين ستتراجع مبيعاتها في الأسواق مقابل زيادة ظواهر غريبة كالتي تحدثنا عنها أعلاه.